المهمة الصعبة للسفير الأردني بعد عودته إلى إسرائيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•ليس من السهل أن يكون أحد محل وليد العبيدات. فعندما عُين سفيراً للأردن في إسرائيل برزت أصوات قوية جداً وسط عشيرته تطالب بمقاطعته لأنه قبل المنصب. يومها أوضح العبيدات أنه ديبلوماسي محترف يمثل بلده ويعمل وفق القرارات التي يتخدها أصحاب القرارت. لكن ليس أكيداً أن جميع الذين انتقدوه اعتبروا جوابه كافياً.

•ليس سهلاً أن تكون السفير العربي الوحيد في إسرائيل، فالسفير المصري استُدعي إلى القاهرة، وموريتانيا قطعت منذ زمن طويل علاقاتها الديبلوماسية معنا. أما الممثليات التي كانت لقطر وغيرها مثل عُمان والمغرب وتونس في تل أبيب فقد أغلقت منذ وقت طويل. لذا يتعين على السفير الأردني البقاء في رامات غان بعيداً عن الأنظار والرد بديبلوماسية على الأسئلة الحساسة جداً بالنسبة إليه مع الأمل بألا يحدث توتر على أي حدود بين إسرائيل وجيرانها خوفاً من مطالبة الجهات المعادية لإسرائيل في الأردن باستدعاء السفير وقطع العلاقات.

•ما الذي يفعله السفير تحديداً عندما لا يكون في إسرائيل؟ ماذا يفعل عندما يستدعى للتشاور لمدة طويلة؟ هل يجري مقابلات تلفزيونية بوصفه خبيراً في المسائل الإسرائيلية والعالم العربي؟ أم يعتذر أمام أبناء عشيرته على مكان عمله المهجور؟ هو وحده فقط من يعرف ذلك.

•أهلاً بعودتك يا سيدي السفير. نحن نعلم مدى صعوبة الأمر بالنسبة إليك وأن مهمتك هي الأصعب في وزارة الخارجية الأردنية. وحتى نحن لا نعتبر ان الأمور مفروغ منها، ونعلم جيداً أن العلاقات بين الدول لا تقتصر على الصلات الدبلوماسية بل أيضاً على العلاقات بين الأشخاص، وإذا كان هؤلاء غير مستعدين للقيام بمهمات في هذه الشبكة من العلاقات المعقدة فلن تكون هناك شبكة.

•تعيش إسرائيل والأردن تحت النقد الدائم من محيطهما. يتهموننا بأننا استولينا على أرض ليست لنا، وطردنا السكان الذين كانوا يعيشون هنا منذ مئات السنوات، وبدلاً من أن نصفي حسابنا مع الذين طردونا من اوروبا، فعلنا العكس، فقد تصالحنا مع الألمان وأصبحنا عضواً تقريباً في الاتحاد الأوروبي، في حين لم يتوقف نزاعنا مع سكان هذه الأرض. وتجاههم نحن ندعي أن الأردن دولة مصطنعة أعطيت لأحفاد حماة الأماكن المقدسة في شبه الجزيرة العربية مكافأة على موقفهم في الحرب العالمية الأولى، وجميع مواطني هذه الدولة هم من الفلسطينيين، والمملكة الهاشمية ظاهرة موقتة. أما في اليمين الإسرائيلي فهناك من يدعي أن "الأردن هو فلسطين"، كما يوجد عدد غير قليل في الأردن يطالب بإلغاء معاهدة السلام معنا.

 

•ليس من السهل أن تكون سفيراً للأردن في إسرائيل كما ليس سهلاً أن تكون سفيراً إسرائيلياً في الأردن. لكن ليس لدى أحد اقتراح أفضل ولا حتى لدى المتحمسين من الجانبين. إن عودة السفير الأردني هذا الأسبوع إلى إسرائيل هي عودة باسم التعقل.