من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•المعركة الانتخابية في سنة 2015 ليست استفتاء للرأي العام بشأن زجاجات فارغة [في إشارة الى الضجة بشأن احتفاظ زوجة نتنياهو سارة بالمبالغ المالية المستردة لدى إعادة الزجاجات الفارغة]. بل السؤال الحقيقي هو: من هو الزعيم الصهيوني الذي سيحدّث الصهيونية ويعيد بناء دولة إسرائيل. هل الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو وميري ريغيف وياريف لفين هم حرّاس الحركة القومية اليهودية؟ وهل نفتالي بينت ويانون ميغل وأوريت ستروك هم الذين سيدافعون عن طابع الدولة اليهودية الديمقراطية؟ وهل المستوطنون هم رواد القرن الحادي والعشرين، والمتشددون هم عمود النار؟ الجواب ستحدده نتائج الانتخابات.
•يتعين علينا قول بضعة كلمات في صالح نتنياهو. فأنا أعتقد وعلى عكس الآخرين، أنه رجل وطني. قد لا يكون من الذين يقدرون الإسرائيليين أو يحبونهم، لكنه ملتزم بدولة اليهود. ومما لا شك فيه أن تصرفات عائلته بمثابة فضيحة، لكنها لا تصل إلى حدّ تصرفات فساد جنائية مثبتة. فالذي سكت عندما كان إيهود أولمرت في مقر رئاسة الحكومة، ومن اعتقد أن أفيغدور ليبرمان سياسي محترم، لا يستطيع أن يشتكي الآن بسبب زجاجات سارة نتنياهو الفارغة. إن السياسيين والصحافيين الذين ادعوا أنه يجب عدم التطرق إلى قضيتي طلينسكي وهولي لاند [قضيتا فساد اتهم فيهما رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت بالحصول على رشى] لا يستطيع أن يثير كل هذه الضجة.
•فذاكرة الناس ليست قصيرة إلى هذا الحد والجمهور ليس غبياً. والنفاق الذي يطبع الهجوم الحالي على نتنياهو يقويه، كما أنه يؤدي إلى زيادة قوة يمين اليمين ويضعف قوة الوسط واليسار.
•لذا يجب الآن إعادة النقاش إلى مساره الصحيح والاهتمام بالأمور الأساسية. وحده النقاش الجدي للمسائل الجوهرية ينقذ المعركة الانتخابية العقيمة والبائسة ويعيد حظوظ التغيير.
•ليس هناك ما هو أغلى على قلب نتنياهو من الدولة اليهودية. لكن من أجل خدمة هذه الدولة يجب أن نفهم أنها يجب أن تكون دولة ديمقراطية وذات أغلبية يهودية وتحظى بشرعية دولية. بيد أن نتنياهو لم يهتم بأي من هذه الحقائق الأساسية، فسياسته الاستيطانية هي سياسة ما بعد- صهيونية، وتشريعاته القومية معادية للصهيونية، وفشله السياسي المدوي يزعزع الصهيونية.
•إن أقرب شيء إلى نفس نتنياهو هو الأمن القومي. وهو يقول لنفسه إن مهمته التاريخية هي المحافظة على أمن إسرائيل. لكن أمن إسرائيل يستند إلى التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. ونتنياهو يعمل دائماً على سحق هذا التحالف. كما يقوم أمن إسرائيل على فهم جنود إسرائيل أن الحروب التي يخوضونها هي حرب لا مفر منها، لكن نتنياهو يعمل على قضم هذا الفهم. كما يستند أمن إسرائيل إلى وجود مجتمع موحد وصامد وعامر بالأمل. لكن نتنياهو يحطم الوحدة الاجتماعية ويضرب الصمود الوطني وينشر اليأس. وبصورة دائمة ومنهجية ومن دون قصد، يزعزع السيّد [Mr] أمن الأمن.
•إن النقاش مع زعيم الليكود يجب أن يجري في مساحته. فتشويه السمعة لن يحدث التغيير، والنفاق لن يؤدي إلى انقلاب. ففي المواجهة الجدية والحقيقية يجب أن نثبت للجمهور أن نتنياهو فشل. خلال السنوات الأخيرة لم ينجح رئيس الحكومة في تعزيز الاقتصاد ودعم المجتمع ولا في تشجيع العدالة والمساواة، وهو لم يقدم للإسرائيليين إيماناً أو أملاً أو رؤيا. لم يزد النفع العام، ولم يعط أهمية للعيش المشترك ولم يمنح الأمة شعوراً بتوجه ما.
•لذا، فإن أهم انتقاد يوجه إلى الشخص الذي يسكن في شارع بلفور يجب ألا يكون يسارياً ولا طهرانياً، بل صهيونياً. فالرجل الذي ما يزال يعتقد أنه يتابع مسيرة بنيامين زئيف هرتسل وزئيف جابوتنكسي أضعف إسرائيل بصورة خطرة، وفشل في مهمته كزعيم صهيوني.