ماذا تريد لائحة المعسكر الصهيوني؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•قبل أربع سنوات هتف المتظاهرون في ساحة التحرير في القاهرة "الشعب يريد رحيل الرئيس". لقد رحل الرئيس، لكن الأزمة الاقتصادية بقيت، وحرية التعبير لم تنتعش، وحقوق الإنسان لم تزدهر، وجاء محل الجنرال في مصر جنرال آخر.

•"الشعب يريد رحيل بيبي" يقول معسكر الوسط - اليسار في إسرائيل الذي انتخب بالأمس اللواء في الاحتياط عاموس يادلين وزيراً مستقبلياً للدفاع [في حال فوز يتيح له تشكيل الحكومة]. وعلى ماذا سيحصل الشعب؟ إن شعار "أي شخص إلا بيبي" قد يجمع بين أفيغدور ليبرمان من "المعسكر القومي" ويتسحاق هيرتسوغ من "المعسكر الصهيوني". لكن ماذا بعد ذلك؟ حتى الآن لم تعرض أمام الجمهور أي خطة سياسية أو اقتصادية يمكنها أن تملأ الإناء الجديد.

•"إن حكومة برئاستنا ستقف ضد أي خطوة أحادية تقوم بها السلطة الفلسطينية. ونحن سنعرف كيف نحشد تأييد المجتمع الدولي من أجل تقديم المظلة السياسية المطلوبة لعمليات عسكرية". هذا ما قاله الثنائي ليفني- هيرتسوغ في أعقاب قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قبول الطلب الفلسطيني. فهل هما قادران بعد هذا الإصرار على الحديث مع محمود عباس الشخص الذي بادر "بصورة أحادية" إلى تقديم طلب انضمام فلسطين إلى المحكمة الدولية؟ 

•لقد أعلن المرشح لمنصب وزير الدفاع عاموس يادلين أنه لا يرى في عباس شريكاً، وهو لا يعطي أهمية للمبادرة السعودية، ويؤمن بانسحاب إسرائيلي من طرف واحد من المناطق، عفواً من مناطق، أي من مساحات معينة تسيطر عليها إسرائيل اليوم. 

•يعرف هيرتسوغ وليفني مواقف يادلين بصورة جيدة، فهل يتبنون عقيدته؟ فإذا كان الأمر كذلك، لا حاجة للسعي إلى التفاوض مع الفلسطينيين، ومن الأفضل أن يتوقفا عن تسويق ذلك لإغراء الناخبين بالتصويت إلى جانبهم. 

•"القدس في قلوبنا وليست شعاراً انتخابياً. ومن واجب كل زعامة في إسرائيل أن تتمسك بالقدس وتحصن مكانتها كعاصمة إسرائيل الأبدية". هذا ما صرحت به ليفني عندما قامت بزيارة حائط المبكي في مطلع الشهر. أما هيرتسوغ فقال قبل عام في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت": "أرى القدس تتحول إلى عاصمتين سياسيتين: القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، والقدس الغربية عاصمة الدولة اليهودية". فأي الاثنين نصدق؟

•قبل سبعة أعوام قالت ليفني: "عندما تنشأ الدولة الفلسطينية سأتوجه إلى مواطني إسرائيل من الفلسطينيين الذين نطلق عليهم اليوم اسم عرب إسرائيل، وأقول لهم إن الحل الوطني بالنسبة إليكم موجود في مكان آخر". من المسموح للإنسان أن يغير رأيه مع مرور الزمن، وقد أثبتت ليفني أنها قادرة على ذلك في عدد من الموضوعات، وأحياناً بسرعة مذهلة، لكن حتى الآن لم نسمع رأيها حيال الحقوق الجماعية للعرب في إسرائيل. ولا نعرف ما إذا كان هيرتسوغ يوافق على المواقف التي عبرت عنها ليفني قبل 7 سنوات، وهل سيجلس في حكومة واحدة مع ليبرمان الذي يتبنى هو أيضاً فكرة الترانسفير.

•هل سيدعو هيرتسوغ وليفني المنتخبين العرب إلى المشاركة في الائتلاف أو الحكومة؟ لا سبب يدعوهما إلى القلق، فالعرب لن ينضموا إلى الحكومة. فهم لا يؤمنون بأن حكومة وسطية - يسارية ستوقف بناء المستوطنات، وبالتالي لا فائدة من الانضمام إلى حكومة ستقوم بتطييرهم من كراسيهم لأنهم صوتوا ضد قراراتها. لكن النية والبادرة ومد اليد من جانب "المعسكر الصهيوني" تبقى بالقدر عينه من الأهمية. 

•يتعين علينا الاعتراف بأن إزاحة بيبي يملأ القلب بالأمل، ومن أجل ذلك يجب وضع البطاقة الصحيحة في صناديق الاقتراع. لكن المشكلة تكمن في الرزمة التي يعرضها "المعسكر الصهيوني".