من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•ثمة تحذير استراتيجي مطروح: التصعيد قادم. فاستناداً إلى أفضل التوقعات الصادرة عن أفضل الخبراء، فإنه من المتوقع أن تكون سنة 2015 سنة انهيار الاستقرار. لا أحد يعرف من أين سيأتي الشر، هل الضفة الغربية هي التي ستشتعل قبل قطاع غزة؟ أم أن القطاع سينفجر قبل الضفة؟ بيد أن التوجه واضح، فعشر سنوات من الهدوء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] توشك على الانتهاء، ووقف أعمال العنف على الحدود مع غزة لن يستمر. وخلال شهرين سيبدو الواقع مختلفاً جداً عن الواقع المتصوّر الذي نحظى به اليوم. أيها الإسرائيليون شدوا الأحزمة، إسرائيل تلقي بنفسها وسط العاصفة بأعين مفتوحة.
•التسونامي السياسي. ما شهدته إسرائيل في السنوات الأخيرة لم يكن تسونامي، بل موجة موحلة جعلت المياه تتسرب إلى داخل سفينة إسرائيل المثقوبة تدريجياً وبصورة مستمرة. في الأشهر المقبلة ستتسارع وتيرة تسرب المياه. وسيستخدم محمود عباس مدفعية سياسية ثقيلة ضد إسرائيل، بعض قذائفه لن يصيب الهدف وبعضها الآخر سيصيبه. ورداً على ذلك ستوجه إسرائيل ضربة سياسية – اقتصادية للسلطة الفلسطينية، وسوف تهبّ أوروبا لنجدتها والمجتمع الدولي سيشتاط غضباً، وستكون للحرب السياسية التي ستنشب بين الإسرائيليين والفلسطينيين انعكاسات بعيدة المدى.
•يهودا والسامرة. استند الاستقرار في الضفة الغربية خلال السنوات التسع الماضية إلى ثلاثة أسس: النمو الاقتصادي، التعاون الأمني الإسرائيلي – الفلسطيني، ووجود زعامة فلسطينية شرعية تدين استخدام العنف. هذه الأسس الثلاثة تآكلت. لم يصبح الوضع الاقتصادي خطيراً بعد لكنه ليس جيداً. أما التعاون الأمني فهو عرضة لخطر متزايد، في حين تأخذ شرعية الزعامة الفلسطينية التي تدين الارهاب في الاضمحلال.
•وفي ضوء هذه الظروف الجديدة، فإن أي حرب سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين من شأنها أن تشعل النار. فإذا قلب عباس الطاولة في لاهاي وقامت إسرائيل بقلب الطاولة في رام الله، فلن يبقى لدى السلطة الفلسطينية ما يكفي من المال من أجل دفع رواتب عناصر الأمن الذين هم من أعطانا عقداً من السلام والازدهار. والسيناريو المثير للخوف هو أن تتوسع بؤرة راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة، ويفقد تنظيم "فتح" قدرته على الضبط، وتفقد الأجهزة الأمنية الدافع والشرعية اللذين سمحا لها حتى الآن بمنع التدهور. ومثلما كان الانتقال من الهدوء سنة 1999 إلى انتفاضة سنة 2000 سريعاً ومفاجئاً، كذلك يمكن أن يكون الانتقال من الهدوء الحالي إلى الفوضى التي تتربص بنا.
•قطاع غزة. انتهت عملية "الجرف الصامد" من دون حسم استراتيجي ومن دون حل سياسي. والجزرة الاقتصادية التي كان من المفترض أن تستكمل مهمة الهراوة العسكرية لم تأت. فلا معامل لتحلية مياه البحر، ولا تطوير لمحطات الطاقة، ولا بناء لعشرات آلاف الوحدات السكنية للذين فقدوا منازلهم. وفي المقابل "حماس" تزداد قوة.
•سيمرّ وقت قبل أن تستطيع "حماس" إعادة بناء القوة العسكرية التي كانت لديها في بداية الصيف. لكن التوجه واضح، فعلى الرغم من أن "حماس" لا ترغب في الدخول في مواجهة جديدة، إلا أن اليأس في غزة يدفعها نحو جولة مقبلة.
•والخطر الأكبر أنه في أعقاب ما يجري تحت السطح في يهودا والسامرة، فإن الجولة المقبلة لن تقتصر على جبهة واحدة. والتخوف هو أن يشعل قطاع غزة الضفة الغربية، وتلهب الضفة القطاع. وإذا حدث تصعيد في السنة المقبلة فإنه من المحتمل جداً أن يكون تصعيداً على جبهتين.
•هل نتنياهو على علم بهذا التحذير الاستراتيجي؟ نعم. وهل يقوم بما يجب القيام به من أجل وقف دينامية التصعيد؟ كلا. لكن نتنياهو ليس وحده، فرئيس حكومة إسرائيل ومواطنو دولة إسرائيل يعيشون حالياً هذا الفيلم الذي ستكون نهايته وخيمة.