من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•كان رئيس حكومة إسرائيل ضيفاً غير مرغوب فيه في تظاهرة التضامن الدولية مع فرنسا. فقد حُشر بالقوة تقريباً في صفّ الزعماء، الديمقراطيين منهم والطغاة، الذين جاؤوا لمشاركة فرنسا حدادها والتعهد بمحاربة الإرهاب معاً. ومن حق مواطني إسرائيل أن يتساءلوا لماذا رئيس حكومتهم بالذات، الرجل الذي رفع الحرب على الإرهاب إلى مقام معتقد ديني، اعتبر شخصاً غير مرغوب فيه. الجواب على ذلك برز قبل التظاهرة الضخمة خلال حفل التأبين الذي أقيم في الكنيس اليهودي في باريس، فدعوة نتنياهو مواطني فرنسا اليهود إلى الهجرة لإسرائيل حيث فقط يمكنهم أن يجدوا الأمن، أساءت إلى فرنسا وإلى قيادتها. ويجزم نتنياهو بأنه ليس هناك دولة قادرة على محاربة الارهاب مثل إسرائيل.
•إن هذه التصريحات لنتنياهو تحديداً هي التي تستغلها التنظيمات الارهابية الإسلامية وتسجل من خلالها إنجازاً، فحتى رئيس حكومة إسرائيل يشجع على رحيل اليهود ويقوم بمهمة الإرهابيين. لكن ليست تصريحات نتنياهو المتغطرسة فقط هي التي كانت وراء طلب فرنسا منه عدم القيام بزيارته، فإسرائيل موضع خلاف في العالم، وهي الدولة المحتلة الوحيدة التي بقيت في العالم الغربي، وهذا الاحتلال يغذي جزءاً من تنظيمات الإرهاب.
•لقد نشأت إسرائيل ملاذاً سيادياً لليهود، وكان سعيها إلى تجميع الجاليات اليهودية ضرورياً من أجل نشأتها وتحولها إلى دولة بما يقارب دول أوروبا. وأيضاً الآن لا شيء غير لائق في الرغبة في تشجيع اليهود على الهجرة إلى دولة تمنحهم الجنسية فقط لكونهم يهوداً، لكن حق العودة بالنسبة إليهم هو أيضاً خيار دائم ومفتوح يسمح لهم بالبقاء في دولة أخرى، وهو بمثابة نوع من الضمان. وفي الوقت الذي يتعين فيه على إسرائيل أن تكون مستعدة لاستيعابهم، فإن عليها أن تقبل بأن الخيار متروك إليهم، ويجب أن تحذر من أن تنشئ لديهم وضع انتماء مزدوج في دولتهم.
•فاليهود هم أيضاً مواطنون في دول عديدة في العالم. ويحق لهم كمواطنين في هذه الدول وليس كيهود، المطالبة بالحماية الكاملة من دولهم تماماً مثل ضحايا جريمة صحيفة "شارلي إيبدو"، والمصابين بالهجمات في محطة القطار في لندن، أو مثل آلاف القتلى الذي قتلوا في هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001. هذا هو مغزى المساواة في المواطنة الذي لا يبدو مفهوماً بالنسبة لنتنياهو ولعدد من وزراء اليمين الذين رأوا في هجمات باريس مناسبة للترويج لحملاتهم الانتخابية على حساب العلاقات بين يهود فرنسا والفرنسيين من غير اليهود.