لا ينبغي السماح بتدخل الجيش الإسرائيلي في تحقيقات حرب غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•إن المحاولات التي يبذلها الجيش الإسرائيلي لوقف التحقيقات الجرمية التي تقوم بها شعبة الشرطة العسكرية منذ انتهاء عملية "الجرف الصامد" في الصيف المنصرم، قد ترتد عكسياً وتضعف الجيش في نهاية المطاف. وعلى نقيض تصريحات على غرار "البطولة لا تحتاج التحقيق" يدلي بها ممثلو حزب "البيت اليهودي" في الكنيست نفتالي بينت وأيّيلِت شاكيد، تكمن طريق تحسين سلوك الجيش الإسرائيلي في البحث عن الحقيقة واستخلاص الدروس من مجريات الأحداث.

•لا تنبع ضرورة إجراء التحقيقات التي يقودها المدعي العام العسكري الميجور جنرال داني إفروني من ضغوط خارجية، مثل المخاوف من تحقيقات دولية - تنامت الأسبوع المنصرم عقب طلب الفلسطينيين الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية- فإن تحقيقاً داخلياً حقيقياً تقوم به إسرائيل سيخفض الضغط الدولي عليها، وقد يمنع استدعاء عناصر من الجيش الإسرائيلي إلى محكمة لاهاي. لكن، ينبغي أن يكون الدافع الرئيسي للتحقيقات هو تعزيز الجيش الإسرائيلي، سواء من الناحية الأخلاقية أو انطلاقاً من اعتبارات عملانية ومهنية صرفة. 

•إن المنظمة التي تدعو نفسها "الجيش الأكثر أخلاقيةً في العالم" لا يسعها أن تتجاهل شبهات تتعلق بالقتل الجماعي لمدنيين أبرياء، مثل قصف منزل في خان يونس يوم 20 تموز/يوليو [2014] أودى بحياة 27 شخصاً. وهذا ينسحب على حادث "يوم الجمعة الأسود" في رفح عندما قتل ما بين 130 و150 فلسطينياً رداً على محاولة اختطاف الملازم هدار غولدين، ولم يصدر قرار حتى الآن بفتح تحقيق في هذه الحادثة. كما لا يسع الجيش الإسرائيلي أن يتجاهل أخطاء عملانية تبرز من خلال التحقيقات- ولا سيما على ضوء تجارب سابقة، تبين أن مثل هذه الحالات لم تلق اهتماماً كافياً خلال تقارير استخلاص المعلومات إبان العمليات العسكرية. 

•إن ملخص تقارير استخلاص المعلومات الخاصة بالأمور العملانية الذي يعده الجيش الإسرائيلي، يبين فقط الصورة التي يريد عكسها كلٌّ من الجيش والقيادات السياسية: أي أن عملية "الجرف الصامد" كانت نجاحاً عملانياً تطلّب دفع ثمن ضروري و"معقول" لجهة سقوط ضحايا مدنيين.

•صرّح الرئيس الجديد للجنة الخارجية والأمن في الكنيست يريف ليفين (تكتل الليكود)، بأنه سيمنع نشر خلاصات اللجنة التي حقّقت في إخفاقات تحضيرات الجيش الإسرائيلي في مواجهة حركة حماس، وفي طريقة ممارسة الحكومة الأمنية المصغرة لمهماتها. وفي ضوء ذلك، من شأن تحقيقات الشرطة العسكرية أن تشكل ثقلاً موازناً لمحاولات فرض التفكير الرغائبي، سواء على أي تحقيق أو على الرأي العام.    

 

•فحتى يكون الجيش الإسرائيلي مستعداً لمواجهة تهديدات مستقبلية، لا ينبغي السماح لضباطه الكبار ولداعميه من معسكر اليمين، بالتدخل في مجريات التحقيقات، فإن كل من يقود قوات الجنود في المعركة ويكون مكلفاً أيضاً بحماية المدنيين، مطالبٌ بقول الحقيقة.