•ثمة ميل في المعارك الانتخابية في إسرائيل إلى التركيز على الموضوعات الأمنية المهمة والمصيرية بالنسبة لمستقبل دولة إسرائيل، لكنها ليست الوحيدة. فإلى جانب التهديدات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تتهدد دولة إسرائيل والتي تستأثر بالجزء الأساسي من النقاش الإسرائيلي، هناك خطر استراتيجي آخر لا يقل أهمية عن ذلك، وهو الأزمة مع يهود الولايات المتحدة.
•إن خطر الانفصال عن إخوتنا اليهود في أميركا خطر استراتيجي قد ينفجر في وجهنا. فهؤلاء من لحمنا ودمنا، يهود طيبون موجودون في جبهة مع هدف واضح هو الدفاع عن دولة إسرائيل، وأن يكونوا لسان حالها في المنفى. وهم الذين يحرصون على فتح أبواب الحكم الأميركي أمام الزعامة الإسرائيلية، والأهم على فتح جيوبهم على مداها من أجلنا. لكن حكومة إسرائيل ورئيسها يفضلون تجاهلهم وإدارة الظهر لهم.
•خلال العقد الأخير ابتعدت حكومات إسرائيل أكثر فأكثر عن اليهودية الديمقراطية واقتربت من اليهودية التي تفضل الدم اليهودي على حياة الإنسان. ويشكل قانون القومية نموذجاً واضحاً على التطرف الذي يسيطر على الدولة. لقد وافق رئيس الحكومة على القانون وألحق ضرراً فادحاً بالعلاقات مع يهود الشتات وفي طليعتهم يهود الولايات المتحدة.
•إن الجالية اليهودية الأكبر في العالم آخذة في الانفصال عن إسرائيل بسبب سيطرة التطرف على الخطاب اليهودي وبسبب فقدان إسرائيل الهوية الديمقراطية. فالجاليات اليهودية في العالم تعيش في كنف دول ديمقراطية وعالم قيمهم يهودي- ديمقراطي.
•إن السياسة القائمة في إسرائيل بقيادة زعاماتها في العقد الأخير تدفع بالجالية اليهودية ما وراء البحار من أجل تأييد الدولة القومية اليهودية. وقد وجدت الجالية اليهودية في الولايات المتحدة نفسها بين المطرقة والسندان، أي بين الدفاع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وبين فقدان الهوية الديمقراطية لدولة إسرائيل. وفي نظرهم نحن دولة نفتقر إلى إحدى القيم الأساسية في العالم اليهودي أي حرية الاختيار التي تشكل قيمة أساسية في اليهودية.
•يجب أن نستغل الانتخابات من أجل تذكير السياسيين بأن الخطاب الأمني لن تقوم له قائمة من دون المحافظة على شرعية الدولة اليهودية من جانب 8 ملايين يهودي في العالم. ويجب أن نقول بصوت عال إن الحزب الذي يشكل تهديداً للهوية الديمقراطية –اليهودية لدولة إسرائيل، هو حزب يهدد العلاقة المهمة بيننا وبين يهود الشتات، وهو لن يحظى بأصواتنا.