هل كذبت المؤسسة الأمنية بشأن فشل تجربة صاروخ "حيتس 3"؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

•كان من المفترض أن يكون أمس يوماً احتفالياً للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية وشركائها الأميركيين. فقبل الظهر أُطلق من عرض البحر صاروخ "أنكور كَسوف" [عصفور فضّي أو أبيض] كان من المفترض أن يشكل هدفاً لصاروخ "حيتس 3" في أول تجربة اعتراضية من نوعها. لكن الصاروخ الاعتراضي لم يُطلق. والتساؤل الكبير الذي طرح بعد التجربة لا يتعلق بنجاح التجربة أو فشلها؟ بل لماذا كذبت المؤسسة الأمنية بشأن نتائج التجربة؟ ولماذا قالت نصف الحقيقة؟

•ففي يوم الثلاثاء صدر بيان عن المؤسسة الأمنية جاء فيه أنه "ضمن تجربة مخطط لها لمنظومة السلاح حيتس، وكجزء من التحضيرات لتجربة اعتراضية مستقبلية، أطلق صاروخ الهدف ونفذ مساره بنجاح. وشارك في التجربة ممثلون أميركيون عن جهاز الدفاع الصاروخي والصناعات المشاركة بتطوير منظومات السلاح".

•وفي الحقيقة، فإن التجربة التي جرت يوم الثلاثاء كان من المفترض أن تكون مهمة جداً في إطار تطوير "حيتس 3" الذي جرى اختبار منظومته ولكن لم يجر حتى الآن اختبار قدرته الاعتراضية.

•وتُطور هذه المنظومة في إسرائيل بتمويل مشترك بين الولايات المتحدة ووزارة الدفاع الإسرائيلية، ومن المفترض أن تشكل هذه المنظومة رداً على خطر الصواريخ البالستية التي تطلق من أماكن بعيدة مثل إيران، بل حتى من خارج غلاف الأرض الجوّي. واستناداً إلى نظرية "الدفاع المتعدد الطبقات"، إذا فشل هذا الاعتراض فستجري تجارب أخرى في طبقات أدنى.

•تابع تجربة الثلاثاء، مباشرة، عشرات المسؤولين عن المشروع من الولايات المتحدة ومن إسرائيل وجرت المرحلة الأولى بنجاح كامل، فقد تعرف الرادار على الصاروخ الهدف وأرسل معلومات دقيقة، لكن تقرر حينها عدم إطلاق الصاروخ الاعتراضي الباهظ الثمن.

 

•في ما بعد، أوضح مصدر أمني كبير أن "التجربة، عملياً، فشلت لأن الصاروخ الاعتراضي لم يُطلق". واستناداً إلى كلامه، فإن المعايير التي تقرر بناء عليها عدم تنفيذ الاعتراض كانت محددة في المنظومة سلفاً. وهذا النوع من الفشل جزء طبيعي في عملية تطوير أي منظومة سلاح متطورة، ويمكن افتراض أنه سيصار إلى إصلاح الخلل قبل التجربة المقبلة. وليس في إمكان المؤسسة الأمنية أن تقدم تفسيراً مقنعاً لماذا تحدثت في بيانها الصادر في البداية، عن الجزء الأول الذي نجح في التجربة فقط، ولم تتحدث عن الجزء الثاني الذي فشل.

 

 

المزيد ضمن العدد 2035