قال مسؤول فلسطيني قريب من الوفد الذي عقد مساء أمس (الثلاثاء) اجتماعاً في العاصمة البريطانية لندن مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن الأخير أبلغ رئيس الوفد صائب عريقات عزم الولايات المتحدة استخدام الفيتو ضد مشروع قرار سيقدم إلى مجلس الأمن الدولي وينص على إمهال إسرائيل عامين لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأضاف هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، في تصريحات أدلى بها إلى وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس، أن الاجتماع بين كيري وعريقات كان طويلاً وصعباً جداً ولم يحقق نتائج ملموسة. وأشار إلى أن الوفد الفلسطيني أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنه في حال استخدام واشنطن الفيتو فإن الجانب الفلسطيني سيتوجه بطلبات انضمام إلى جميع المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية بما في ذلك اتفاقية روما الخاصة بالانضمام إلى محكمة لاهاي لجرائم الحرب.
وأكد المسؤول أن الجانب الفلسطيني سيقدم مشروع قراره إلى مجلس الأمن الدولي للتصويت عليه اليوم (الأربعاء) وأنه تم إبلاغ كيري بذلك.
وكشف النقاب أيضاً عن أن الإدارة الأميركية ترفض وجود نص واضح يقضي بأن تكون القدس عاصمة للدولتين فلسطين وإسرائيل، كما أنها ترفض مبدأ تحديد عامين لإنهاء الاحتلال وتريد الإشارة إلى الدولة اليهودية في مشروع القرار.
من ناحية أخرى أكد مصدر دبلوماسي غربي رفيع استمرار المساعي للتوصل إلى صيغة متفق عليها بين مشروعي القرارين الفلسطيني والأوروبي المزمع طرحهما على مجلس الأمن الدولي لتفادي الفيتو الأميركي المتوقع.
وذكر هذا المصدر في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام مساء أمس، أن إسرائيل لم تعقب بعد على مشروع القرار الأوروبي الذي بلورته كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا ويدعو إلى تحقيق تسوية للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني في غضون عامين على أساس إقامة دولة فلسطينية في خطوط 1967 مع تبادل أراض متفق عليها.
وقال إن الدول الأوروبية درست احتمال تأجيل تقديم مشروع القرار إلى مجلس الأمن بسبب قرب إجراء انتخابات عامة في إسرائيل، لكنها قررت في نهاية الأمر المضي بدفعه قدماً بسبب إصرار الفلسطينيين على طرح مشروع القرار الفلسطيني الذي يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في غضون عامين وإلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، على هذا المجلس قبل نهاية العام الحالي.