•دان شابيرو [السفير الأميركي في إسرائيل] شخصية آسرة محبوبة ومتواضعة، لكنه ليس هنا بصفته الشخصية بل كي يمثل بلده ورئيسه. وما قاله بالأمس في بار-إيلان جاء بطلب من البيت الأبيض وبالتنسيق معه. ويبدو أن كل شيء مسموح من أجل الهدف السامي: طرد بيبي من الحكم.
•لقد كان كلام شابيرو قاسياً وفظاً وله وقع صعب على المستمعين حتى على الذين ليسوا من مؤيدي نتنياهو. وترك أثراً معاكساً فقد وحّد الجمهور الإسرائيلي ضد أوباما، ودفعه الى الوقوف مع نتنياهو الذي يريد أوباما إطاحته.
•كيف يمكن للرئيس الأميركي وإدارته أن يقعا في هذا الخطأ؟ التفسير بسيط وهو يعود إلى الأصوات التي تعالت في إسرائيل ووسائل الإعلام المنحازة التي رفعت شعار "فقط ليس بيبي"، إلى جانب استطلاعات الرأي الغريبة التي أثارت انطباعاً بأننا على وشك أن نرى بيبي يختفي من حياتنا. كل ذلك دفع الإدارة الأميركية إلى التفكير في الضغط وصب الزيت على النار المشتعلة.
•لكن الواقع أكثر تعقيداً بكثير على خلاف الانطباع السائد. فنتنياهو حتى الآن هو الوحيد القادر على تشكيل حكومة حتى في الاستطلاع الذي أجرته القناة العاشرة الذي هو الأسوأ من حيث الأرقام وأعطى 22 مقعداً للعمل، و20 لليكود، و15 للبيت اليهودي، و13 لكحلون، و11 لإسرائيل بيتنا، و10 لحزب يوجد مستقبل.
•في التلفزيونات يمكن تشكيل حكومة كل يوم، ويمكن الجمع بين الأضداد مثل أفيغدور ليبرمان وزهافا غلئون [زعيمة حركة ميرتس اليسارية]، وبين يائير لبيد والحريديم، وبين بوغي هيرتسوغ والعرب، كل شيء ممكن من أجل إعطاء انطباع بأنه يمكن وضع نتنياهو في الخارج. وهذا قبل أن يستخدم نتنياهو أوراقه مثل التحالف مع البيت اليهودي، ومثل هذا الأمر يمكن أن يحدث اذا استمرت الاستطلاعات تشير الى تراجعه، لكن الآن لا حاجة إلى ذلك.
•يهدف الاستطلاع الذي شمل قائمة طويلة من المرشحين لرئاسة الحكومة الى اظهار تراجع التأييد لنتنياهو. وإذا أردنا رؤية الحقيقة يجب المقارنة بين نتنياهو وهيرتسوغ لمعرفة التوزيع الحقيقي للأصوات، ثم المقارنة بين نتنياهو ولبيد كي نرى كيف تميل الكفة بوضوح نحو نتنياهو، ثم مقارنة نتنياهو مع ليفني لنرى كيف يرتفع التأييد لنتنياهو إلى عنان السماء.
•لقد اعتقد أوباما من خلال التقارير التي تصل اليه من مستشاريه بشأن ما يحدث في إسرائيل أن ليفني التي يعرفها جيداً تحولت في الآونة الأخيرة إلى شخصية مهمة يجب السعي وراءها، وهي الجوهرة الحقيقية في تاج أحزاب اليسار. والظاهر أن رفض الجمهور الإسرائيلي لها لا يصل إلى واشنطن، لكنه ملموس جداً داخل إسرائيل.