•إن من يتعقب السلوك السياسي لإيهود باراك، رئيس حزب العمل ووزير الدفاع، سيجد صعوبة كبيرة في فهم تحفظاته السياسية. ففي بداية طريقه في الحكومة ظهر بخط سياسي مغاير لخطي رئيس الحكومة، إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، كما وجه انتقادات لإدارة الحرب في لبنان في صيف سنة 2006، كما أنه أعلن لدى انتخابه رئيساً لحزب العمل أنه لن يبقى في الحكومة إذا لم يقدم أولمرت استقالته بعد نشر التقرير النهائي للجنة فينوغراد.
•وأيضاً لم يتحمس باراك كثيراً لاستئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين، إلا إنه لم يتمسك بمواقفه هذه حتى النهاية. وهذا السلوك يعزز الشعور، لدى كبار قادة حزب العمل، بأنه لا يميل إلى الاستقالة من الحكومة.
•لقد أصبح باراك الآن شريكاً لرئيس الحكومة ووزيرة الخارجية في النشاط السياسي، بعد أن انضم إليهما في مؤتمر أنابوليس. إن هذا التطور يطمس الفوارق القائمة في المفاهيم السياسية بين الحزبين الكبيرين، ويؤدي إلى أن يفقد حزب العمل، الذي بلور السياسة الإسرائيلية على مدار أعوام طويلة، طابعه، وأن يتحول إلى "كاديما ب".