من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•منذ أربعين عاماً والحرب دائرة بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن، لا أحد يقلقه طول المدة، بل يُنظر إلى هذه الحرب باعتبارها واقعاً محتماً، كما الظل الذي لا يمكن التخلص منه. إن هذه المقاربة هي التي تملي طابع التعامل مع هذا النزاع، إذ إن الإسرائيليين "يديرونه" ولا يسعون لإنهائه.
•هذا عبث صارخ، فالمواجهة مع الفلسطينيين تكلف إسرائيل ضحايا إضافة إلى أنها تعرقل قدرتها على اتباع نظام حياة عادية، وتستهلك حصة الأسد من مواردها، وتؤثر سلباً على جوانب من وجودها. وعلى الرغم من ذلك، يتعامل المجتمع الإسرائيلي مع هذا النزاع من دون أن يكون في عجلة من أمره، كما أنه لا يضع جدولاً زمنياً لإنهائه.
•لا شك في أن آثار النزاع مع الفلسطينيين ملموسة وتظهر كل يوم، خلافاً لإضرابَيْ المعلمين والمحاضرين الجامعيين اللذين ستظهر أضرارهما في المستقبل، ومع ذلك فقد اعتادت الدولة استمرار النزاع وأصبحت تسلّم به.
•لو أن المواطنين في إسرائيل يكلفون أنفسهم عناء النظر إلى الوراء، لتأكدوا أن الزمن يترك بصماته على الواقع؛ فعقارب الساعة الديمغرافية تدور وتقرب إسرائيل من اللحظة التي ستجعلها تفقد فيها هويتها الصهيونية، بينما تدور، في الوقت نفسه، عقارب الساعة الوطنية لدى الفلسطينيين فتجعل منهم قوة متحدية. أما عقارب الساعة الإسلامية فتدور بوتيرة جنونية، وتهدد بإضفاء صبغة دينية على النزاع برمته، فيما توفر عقارب الساعة التكنولوجية، التي تدور هي أيضاً، قدرات خطرة لمنظمات إرهابية متفرقة.