تدشَّن اليوم في القدس المفاوضات بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني بشأن التسوية الدائمة، ومن شأن العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في خان يونس أمس أن تلقي ظلالاً قاتمة على افتتاح المفاوضات. وذكرت مصادر فلسطينية مساء أمس أن الفلسطينيين غير راغبين في جعل هذا الحدث مناسبة إعلامية، وذلك إعراباً منهم عن استيائهم من مقتل وإصابة مواطنين فلسطينيين في عملية الجيش الإسرائيلي.
وتنطلق إسرائيل من افتراض فحواه أن المفاوضات مع الفلسطينيين يجب أن تجرى من دون الإحساس بأن "المسدس مصوب إلى الرأس"، الذي تميزت به المفاوضات التي سبقت بيان أنابوليس. وقال مصدر سياسي إن الشعار الذي يرفعه الجانب الإسرائيلي عشية هذه المباحثات هو أنه "لا يوجد موعد نهائي، لا يوجد دراما، ولن تُحاط بضجيج إعلامي". كما تقدّر أوساط القدس أن لقاء اليوم سيتناول كيفية إجراء المفاوضات، في حين سيبدأ البحث في القضايا الجوهرية في وقت لاحق. وتسعى إسرائيل لعدم ربط البحث في القضايا الجوهرية بزيارة الرئيس بوش المرتقبة لإسرائيل، بين 9 و 11 كانون الثاني/ يناير 2008.
وبالتزامن مع المباحثات التي ستبدأ ظهر اليوم، سيجتمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الصباح، وسيكون موضوع النقاش: غزة واستمرار الإرهاب، وإطلاق صواريخ القسام، وتهديد صواريخ "غراد" التي تستطيع الوصول إلى عسقلان ونتيفوت؛ وسيجري النقاش على خلفية عملية الجيش الإسرائيلي في خان يونس، كما ستتناول وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، والمدير العام لمكتبها أهارون أبراموفيتش، السيناريوهات السياسية المتوقعة في ضوء الأحداث الجارية [في غزة]، وسيعرضان، من جملة أمور أخرى، ما يمكن أن يحدث إذا، ومتى، قررت إسرائيل شن حملة عسكرية واسعة في غزة.