•تكمن الحسنة الكبرى للمؤتمر الدولي، الذي سيعقد في أنابوليس في الشهر المقبل في عدم وجود توقعات لدى أي شخص بأن هذا المؤتمر سيخرج ببشائر طيبة. وهذا هو، على ما يبدو، السبب الرئيسي الذي يجعل المعارضين للمؤتمر لدى الطرفين يلتزمون الهدوء. ومع ذلك يجدر أن نتذكر لدى ذهابنا إلى أنابوليس بأن النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني بات ناضجاً للحل الآن.
•ينبغي ألا نطمح إلى تحقيق سلام حقيقي بيننا وبين الفلسطينيين. وفي حال إحراز اتفاق فإن هذا الاتفاق سيعبر عن التنازل عن حلم وعن التسليم بواقع صعب ومؤلم يفضله الطرفان على استمرار المواجهة المؤلمة والخطيرة أضعافاً مضاعفة.
•يكرر الكثيرون الحديث عن ضعف الطرفين، ولا أجد غضاضة في ذلك، إذ أن الضعف ينطوي على الاحتمال الوحيد للتوصل إلى التحادث والاتفاق. إن زيارة الرئيس [المصري أنور] السادات إلى القدس أصبحت ممكنة على خلفية ضعف الطرفين الإسرائيلي والمصري وضائقتهما بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973.
•أدت حرب الأيام الستة (حزيران/ يونيو 1967) إلى عقد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، وهو مؤتمر "اللاءات الثلاث" المشهورة: لا للاعتراف بإسرائيل، لا للمفاوضات، ولا للسلام معها. وبعد مرور 40 عاماً على ذلك المؤتمر اجتمع زعماء الدول العربية في مؤتمر القمة العربية في السعودية وقرروا هذه المرة استبدالها بثلاث كلمات مختلفة تماماً. نعم للاعتراف بإسرائيل ونعم للمفاوضات ونعم للسلام معها. وهم لم يفعلوا ذلك من منطلق محبتهم لإسرائيل، وإنما بسبب انعدام القدرة لديهم على إلحاق الهزيمة بإسرائيل من جهة، وبسبب الحاجة الملحة للتركيز على المشاكل الداخلية والخارجية العصيبة التي تواجه كل دولة عربية على حدة من جهة أخرى.
•يجدر بنا أن نكون واعين للتغييرات والتطورات التي مرت وتمر على الطرفين. إن الأحوال في الطرف العربي ناضجة للاتفاق، وعلينا أن ندرك ذلك، وأن نبحث عن نقطة انطلاق. لا أتوقع اتفاقاً، لكن ينبغي أن نعيد الأمل إلى الجميع ونحن نستعد للذهاب إلى أنابوليس.