من الأفضل لبوش أن لا يرسل الدعوات إلى المؤتمر من الأصل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•عشية زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، قال المقربون منها إن الولايات المتحدة لن ترسل الدعوات إلى مؤتمر السلام إلا بعد أن ينجح رئيس الحكومة إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في "صوغ وثيقة واضحة ومتفق عليها". معنى ذلك أن مؤتمر السلام، الذي رغب فيه الرئيس جورج بوش، لن يعقد في الشهر المقبل، ولا حتى في السنة المقبلة. إذ أنه حتى لو رغب أولمرت وعباس في ذلك، فليس في وسعهما التوصل إلى وثيقة تكون مفصلة وواضحة ومتفقاً عليها وتضمن في الوقت نفسه بقاءهما في السلطة.

•إن التنازلات الأشد إيلاماً التي تبدي حكومة إسرائيل استعداداً لاقتراحها على عباس بعيدة جداً عن الإجماع الفلسطيني (وكذلك العربي والإسلامي)، وحل الوسط الأكثر سخاءً الذي يمكن أن تسمح حكومة رام الله لنفسها باقتراحه على إسرائيل لن يحظى حتى بمناقشة كتلة كديما له.

•ينبغي لهذا التحليل السياسي المتشائم ألا يجعل المبادر إلى هذه الخطوة المهمة يرفع يده عنها، وإنما العكس. فمنذ أن اندلعت الانتفاضة الثانية قبل سبعة أعوام لم يكن الإسرائيليون والفلسطينيون قريبين من اتفاق السلام مثلما هم الآن، لكنهم بحاجة إلى وسيط فاعل، ورئيس الولايات المتحدة لديه مصلحة عليا في نجاح هذه الخطوة، وهو ليس وسيطاً فحسب.

•عملياً صاغ بوش وثيقة وساطته قبل أكثر من ثلاثة أعوام. ففي نيسان/ أبريل 2004 قرر الرئيس الأميركي أن يساعد أريئيل شارون في تسويق خطة الانفصال لدى الجمهور الإسرائيلي، وقد وضع في عهدته رسالة تتعلق، بشكل غير مباشر، باثنين من "المسائل الجوهرية" المرتبطة بالحل الدائم مع الفلسطينيين هما: الحدود واللاجئون.

•أقرّ بوش أنه ينبغي عدم توقع العودة إلى حدود الهدنة في العام 1949، وأن موقف الولايات المتحدة سيكون، عندما يبدأ الطرفان المفاوضات، وجوب أخذ تجمعات السكان (اليهود) في الضفة الغربية والقدس الشرقية في الاعتبار. كما أقرّ بوش المبدأ الذي ينبغي أن يتم حل قضية اللاجئين بموجبه، وذلك من خلال توطينهم في الدولة الفلسطينية لا في إسرائيل. لكن الرسالة أقرت، فضلاً عن ذلك، أن الولايات المتحدة تؤيد إقامة دولة فلسطينية "قابلة للبقاء ومتصلة... بحيث يكون في إمكان الشعب الفلسطيني أن يبني لنفسه مستقبلاً يتماشى مع رؤيتي التي عبرت عنها في حزيران/ يونيو 2002 وبموجب المسار الذي أقر في خريطة الطريق".

 

•كل ما يتعين على بوش أن يفعله الآن هو أن يضيف إلى رسالته هذه فقرة قصيرة هذا نصها: "تمنح إسرائيل الفلسطينيين بديلاً إقليمياً معقولاً لقاء الكتل الاستيطانية، وتكون الأحياء العربية في القدس جزءاً من فلسطين، ويتوصل الطرفان إلى اتفاق مفصل على تبادل المناطق، ويقام في البلدة القديمة في القدس نظام خاص، ويتم التوصل، بمساعدة الولايات المتحدة، حتى نهاية عام 2008، إلى اتفاق تفصيلي على جميع هذه القضايا وكذلك على مسألة اللاجئين". ومن المحبذ أن يلف بوش هذه الرزمة بغلاف فاخر من المساعدات الدولية الأمنية والاقتصادية وببضع كلمات عن كيفية معاملة الطرف الذي سيرفض التوقيع على الوثيقة. إذا لم يكن بوش على استعداد لعرض وثيقة كهذه فمن الأفضل فعلاً عدم إرسال الدعوات إلى مؤتمر أنابوليس.

 

 

المزيد ضمن العدد 309