•توصية قيادة الجبهة الإسرائيلية الداخلية، التي نشرت أمس، بشأن الاستعداد والتزود بالمواد الملائمة للاحتماء من الحرب المقبلة(*) تثير الاستغراب وتطرح العديد من الأفكار.
•لا شك في أن الاستعداد للحرب المقبلة هو أمر مهم، مع ذلك فإن ما يسمى مناعة وطنية مهم أيضاً ولا يجوز المس به. حرب لبنان في الصيف الماضي تركت فينا جروحاً لم تلتئم بعد، وقد أعادت إلى الأذهان الضربات التي تعرضت لها إسرائيل خلال حرب الخليج الأولى عندما قصفت الجبهة الداخلية بالصواريخ. إن هاتين الحربين، علاوة على بعض الأحداث التي وقعت في حروب أخرى، دليل على أن الجبهة الداخلية هي المفتاح للصمود في جبهة القتال.
•إن الجبهة الداخلية في إمكانها أن تمنح الوقت الكافي للمؤسسة السياسية والقوات المقاتلة، وفي الوقت نفسه في إمكانها تقصير الجدول الزمني للحرب وفرض وقفها. نموذج حرب الخليج الأولى أقرب إلى الإمكان الأول، بينما نموذج حرب لبنان أقرب إلى الإمكان الثاني.
•لا أنكر الحاجة إلى الاستعداد للحرب دائماً، لكن إسرائيل تعيش فترة هادئة حالياً. وإعادة الجمهور العريض إلى دوامة الاستعداد للحرب هي خطأ وتحتاج إلى تفسير. لا يجوز أن نطلب من الجمهور أن يتخذ خطوات من هذا القبيل في ظل الواقع القائم الآن من دون أن يزوده كبار المسؤولين في الجيش أو في المؤسسة الأمنية بالخلفية الملائمة.
__________
(*) كشفت "يديعوت أحرونوت" أمس أن قيـادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعتزم البـدء خلال الأيام المقبلة بحملة تهدف إلى إعداد الإسرائيليين لمواجهة احتمال اندلاع حرب في المنطقة، وتعرّض الجبهة الداخلية للقصف بالصواريخ.