المحادثات على القناة السورية ذريعة لإفشال مؤتمر أنابوليس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•يوجد في حوزة السياسيين الإسرائيليين أرنبان، يستخدمانهما، للضحك على ذقون مواطنيهم المتطلعين إلى السلام، هما أرنب الاتصالات السرية مع سورية وأرنب الفرص الجديدة للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. وفي كل مرة يصل فيها السياسيون الإسرائيليون إلى طريق مسدود في أحد مساري المحادثات، فإنهم يسحبون من قبعتهم حمامة ترفرف بجناحيها في المسار الثاني.

•تجسّد أفعال إيهود باراك، عندما كان رئيساً للحكومة الإسرائيلية، هذا الأسلوب بصورة جيدة، إذ سافر مباشرة بعد انتخابه في أيار/ مايو 1999 إلى الولايات المتحدة في أول جولة سياسية له حاملاً معه بشرى كبيرة هي أن في نيته أن يتوصل في القريب العاجل إلى حل دائم مع الفلسطينيين، وفي موازاة ذلك إلى اتفاق مع السوريين. وفعلاً وقع باراك، في أيلول/ سبتمبر من العام نفسه، اتفاق شرم الشيخ مع السلطة الفلسطينية، وهو الاتفاق المتعلق بتطبيق اتفاق واي ريفر (الذي وقعه سلفه بنيامين نتنياهو)، والذي حدد برنامجاً لمفاوضات مكثفة تستمر خمسة أشهر للوصول إلى اتفاق إطار يؤدي إلى اتفاق دائم في غضون عام واحد. غير أن مفاوضات الحل الدائم واجهت صعوبات كبيرة، وعندها ظهر أمل جديد في هيئة مفاوضات مع سورية.

•وهكذا سافر باراك، في أوائل كانون الثاني/ يناير 2000، إلى شيبردزتاون لإجراء محادثات مع وزير الخارجية السوري آنذاك، فاروق الشرع، عقدت برعاية الرئيس بيل كلينتون. وعندما تلاشى احتمال التوصل إلى اتفاق مع السوريين عاد باراك إلى إحياء المحادثات مع الفلسطينيين إلى أن عقد اللقاء مع ياسر عرفات في كامب ديفيد، في تموز/ يوليو 2000، الذي مني بالفشل وأدى إلى سقوط باراك.

•عندما يطالب باراك الآن بإجراء محادثات مع بشار الأسد فكأنه يقول أن لقاء أنابوليس لن يؤدي إلى أي نتيجة فعلية. وعندما ينضم رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، إلى لعبة باراك هذه فإنه يمنح شرعية مطلقة للتوقعات بأنه لن يترتب شيء على أنابوليس.

•منذ مؤتمر مدريد (نهاية 1991) تبادلت إسرائيل وسورية العديد من الرسائل الهادفة إلى تقصي احتمالات التوصل إلى تسوية تضع حدّاً لحالة العداء القائمة بينهما. غير أن هذه الاحتمالات لم تترجم إلى تسوية لأسباب مختلفة، في صلبها انعدام قدرة القيادات الإسرائيلية، على اختلاف أجيالها، على حشد تأييد وطني وسياسي لتسوية كهذه. إن المحاولة الحالية للتفاوض مع الأسد الابن ستمنى بالفشل هي أيضاً.