سيعلن قريباً عن تجميد البناء في المستوطنات كبادرة حسن نية من إسرائيل.. أولمرت يرغب في استثناء الكتل الاستيطانية الكبرى من التجميد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قالت مصادر سياسية في القدس أمس إن إسرائيل ستعلن تجميد البناء في المستوطنات ونيتها إخلاء بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية كبادرة حسن نية عشية عقد مؤتمر أنابوليس. ومساء أمس غادر وفد يضم موظفين إسرائيليين كبار إلى واشنطن للتباحث مع الإدارة الأميركية في مضمون تجميد البناء في المستوطنات وفي المصالح الأمنية لإسرائيل.

وقد طلبت الإدارة الأميركية من إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الفائتة تقديم بادرة حسن نية مهمة في مجال المستوطنات والبؤر الاستيطانية بديلاً من رفضها البحث في "القضايا الجوهرية" للتسوية الدائمة قبل مؤتمر أنابوليس. وعلى حد قول مصادر سياسية في القدس، فقد طُلب من إسرائيل أن تحدد ما تفضله، فإما التزام إخلاء بؤر استيطانية أو إعلان تجميد البناء في المستوطنات. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى أمس: "من بين هذين الخيارين فإن تجميد المستوطنات أسهل من إخلاء البؤر الاستيطانية، لأن الأمر مجرد إعلان فحسب ولا يؤدي إلى مواجهة مع المستوطنين على الأرض". وكانت إسرائيل وعدت الإدارة الأميركية، عدة مرات، بإخلاء البؤر الاستيطانية، لكنها لم تنفذ وعدها. وتوصلت حكومة شارون إلى سلسلة من التفاهمات مع إدارة بوش بشأن تقييد البناء ما وراء الخط الأخضر، وكان في أساس ذلك محاولة الاستمرار في تطوير الكتل الاستيطانية الكبرى ـ أريئيل ومعاليه أدوميم والمستوطنات المحيطة بالقدس وغوش عتسيون ـ من خلال غض طرف الإدارة الأميركية عن ذلك.

ويهدف تجميد المستوطنات إلى المساعدة في إقناع دول عربية وإسلامية، ومن بينها السعودية والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا، بالمشاركة في مؤتمر أنابوليس. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وضع تجميد البناء في مقدمة بادرات حسن النية التي يُتوقَّع من إسرائيل تقديمها عشية المؤتمر.

 

وفي مناقشات عقدها رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك جرى الاتفاق على ضرورة التوصل إلى تفاهم مع الأميركيين بشأن ماهية تجميد المستوطنات. وقال أولمرت إنه يرغب في استثناء الكتل الاستيطانية الكبرى من التجميد ومواصلة تطويرها. وقرر أولمرت إرسال وفد إلى واشنطن في محاولة لتحديد مضمون تجميد البناء في المستوطنات ونطاقه [بالتفاهم] مع الأميركيين، والتباحث معهم أيضاً في إخلاء البؤر الاستيطانية والمصالح الأمنية لإسرائيل في المناطق [المحتلة].