توقعات مبالغ فيها.. أولمرت في أنابوليس لن يكون بقوة بيغن في كامب ديفيد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•لا يجوز أن ننسى أن لقاء أنابوليس سيعقد في ظل الضربة القاسية التي تعرضت لها هيبة إسرائيل. يقول رئيس الحكومة، إيهود أولمرت: "إنني مثل مناحم بيغن أُفضّل مخاطر السلام على آلام الحرب"، غير أن أولمرت ينسى أن بيغن، عندما أعد سراً لزيارة أنور السادات إلى القدس وأبرم فيما بعد اتفاق كامب ديفيد، إنما فعل ذلك من موقع قوة استمده من هيبة الجيش الإسرائيلي وقوته ومجده، الجيش نفسه الذي وصل إلى مسافة تبعد أربعين كيلومتراً عن دمشق وحاصر الجيش المصري الثالث بعد مفاجأة حرب يوم الغفران (تشرين الأول/ أكتوبر 1973)، وبذا فرض على السادات الإقرار بأنه لا يمكن القضاء على إسرائيل.

•لم تبادر الإدارة الأميركية إلى تحقيق السلام بين إسرائيل ومصر، غير أنها وفرت للطرفين الأدوات والصيغ الكفيلة بحل جميع مشكلات الانتقال من حالة الحرب إلى حالة السلام. ولم يكن من قبيل المصادفة أن لجنة جائزة نوبل منحت جائزة نوبل للسلام لبيغن والسادات ولم تمنحها للرئيس الأميركي جيمي كارتر.

•سيصل أولمرت إلى أنابوليس في الوقت الذي تخضع قراراته واعتباراته للنقد لدى لجنة فينوغراد، وبعد أن تآكلت قوة الردع الأمنية الإسرائيلية، وبينما الجيش الإسرائيلي ما زال في بدايات ترميم قدرته وتحصين الجبهة الداخلية التي ألحق بها حزب الله أضراراً فادحة.

•ها هو أولمرت يعلن في "منتدى صبان"، بالطريقة المتسرعة نفسها التي قرر فيها شن حرب لبنان الثانية، أنه سيتوصل في أنابوليس إلى حلول لجميع القضايا الأساسية التاريخية للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني: الحدود واللاجئون والقدس. غير أنه يترك سؤالاً مفتوحاً هو: كيف سيتوصل إلى حل "القضايا الجوهرية" في حين أنه وحكومته لم ينجحا بعد في إيجاد حل لقضيتين تبدوان هامشيتين مثل تحرير الجنود المخطوفين الثلاثة ووقف القصف الصاروخي المستمر لبلدة سديروت؟

 

•لم يسبق لأي رئيس حكومة إسرائيلية أن تبجح أن في وسعه إيجاد حلول لجميع القضايا الأساسية للنزاع مع الفلسطينيين. هذا في الوقت الذي لا يوجد هناك من نتحدث معه، أو ما يمكن أن نتحدث بشأنه. ما تبين حتى الآن هو أن زعماء الفلسطينيين هم إمّا متعصبون متعطشون للدم، أو ضعفاء ليس في إمكانهم التوصل إلى تسوية قائمة على حل وسط للنزاع.