"الترحيل العرقي" الذي تعرض له عرب 1948 لم يتوقف وهو يخلي مكانه لـ "ترحيل هادئ" وقانوني في ظاهره يهدف إلى حمل السكان العرب على ترك منازلهم لمصلحة اليهود الأثرياء ـ هذا الادعاء يشكل محور تقرير جديد تنشره اليوم الجمعية العربية لحقوق الإنسان، بمناسبة يوم الأرض الثاني والثلاثين. ويدّعي التقرير الذي يحمل عنوان "مواطنون غير محميين" أن الترانسفير الهادئ ضد عرب يافا يتجسد في هيئة 497 أمر إخلاء أصدرتها شركة عميدار خلال العام ونصف عام الفائتين ضد عائلات عربية تقيم بحي العجمي في يافا، وأن أوامر الإخلاء يكمن وراءها رغبة في إجلاء سكان حي العجمي الذي تحول خلال السنوات القليلة الفائتة إلى "محجة" لليهود الأثرياء، وأن تلك الأوامر مع أنها ليست معزولة عن سياق ما يسمى بعملية "تطوير يافا"، إلا إن هدفها الحقيقي هو "تهويد يافا"، أي جلب أكبر عدد ممكن من السكان اليهود إلى المدينة.
ويصف التقرير كيف تحولت يافا التي كان يقيم بها 70 ألف عربي عشية إقامة الدولة من أحد أهم المراكز الحضرية الفلسطينية وأنشطها، الأمر الذي أكسبها وقتها لقب "عروس فلسطين"، إلى حي فقير في مدينة تل أبيب ومكان يتعرض الوجود العربي فيه إلى خطر الطرد الدائم.
ويركز التقرير على سكان حي العجمي الذين كان قسم منهم يقيم بيافا قبل إقامة الدولة، ثم تحولوا إلى نزلاء في بيوت تعود ملكيتها إلى شركة عميدار بحكم قانون القيّم على أموال الغائبين.