•إن المناقشات الاقتصادية الدائرة في العالم الآن تتعلق بمدى عمق التباطؤ الذي سيطال الاقتصاد في الولايات المتحدة، لا بمدى استقراره. والبنك المركزي الأميركي نفسه يعرب عن قناعته بأن الوضع حرج. وقد نجم عن هذا الوضع ظاهرتين اجتماعيتين: طمع مديري المصارف، والمنافسة الحرة في الأسواق المالية.
•إن ما حدث في الولايات المتحدة هو نتيجة قيام بنوك مركزية بزج مليارات الدولارات في السوق الاقتصادية بفوائد منخفضة. ولقد شهدت الولايات المتحدة، خلال العقد الفائت، نسبة النمو الأكثر انخفاضاً خلال أعوام الازدهار الاقتصادي كافة. ورداً على ذلك جرى إغراق السوق بالأموال. وإذا كان هناك شخص تجب معاقبته، من ناحية اقتصادية ـ اجتماعية، جراء ما يمر الأميركيون به حالياً، فهو آلان غرينسبان، محافظ البنك المركزي، الذي قام بطباعة عملة رخيصة.
•ما الذي يعني إسرائيل من ذلك كله؟ الذي يعنيها هو ما يفعله محافظ بنك إسرائيل المركزي، ستانلي فيشر، الذي أقدم مؤخراً على خفض نسبة الفائدة البنكية. وبذلك فعل ما سبق أن فعله غرينسبان، أي إغراق السوق بالأموال. وبناء عليه، من الجائز أن نصل إلى وضع يضطر فيه بنك إسرائيل المركزي أو الحكومة إلى استثمار مليارات من أجل إنقاذ الوضع، وهذا هو ما يفعله محافظ البنك المركزي الجديد في الولايات المتحدة، الذي حل محل غرينسبان.