نفس الماء ونفس الأجواء: إسرائيل تحتكر البيئة معتقدة أن ذلك سيتواصل إلى ما لا نهاية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•يتغاضى السجال بشأن الموضوعات المتعلقة بالبيئة الطبيعية المباشرة المحيطة بنا عن واقع أن هذه الموارد الطبيعية تخدم ملايين الفلسطينيين، لا مواطني إسرائيل فقط. وبناء على ذلك فإن الخط الأخضر، الذي كانت له دلالة جيو ـ سياسية في الماضي، أصبح وهمياً في كل ما يتعلق باعتبارات هذه البيئة الطبيعية. وتتفاقم الحالة العبثية عندما يتضح أن البيئة الإسرائيلية تشمل المستوطنات [في المناطق المحتلة] بينما تستثني كلاً من السكان الفلسطينيين البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة، وتجمعاتهم السكانية كافة.

•إن "البيئة" لا تقر بالحدود العرقية، إذ إن أكثر من عشرة ملايين إنسان يعيشون غربي نهر الأردن على موارد المياه نفسها، ويتنفسون الهواء ذاته. غير أن الخوف من أن يهدد الفلسطينيون احتكار إسرائيل للموارد الطبيعية، وأن يطالبوا بتوزيع عادل لهذه الموارد، أدى إلى إقامة جهاز بيروقراطي ـ اقتصادي ـ عسكري يضمن السيطرة الكاملة على كل ما من شأنه أن يلحق الضرر بنوعية حياة مواطني إسرائيل فقط.

•هذا الجهاز يسمى "الاحتلال"، وهو لن يزول مع حلول السلام، والغاية منه هي ألاّ يبلور الفلسطينيون قوة اقتصادية تمارس الضغط على الموارد الطبيعية و"تنهبها" من الإسرائيليين. هذا هو الهدف الحقيقي لسياسة الحصار والإغلاق والخنق التخطيطي المادي ومنع الفلسطينيين من العمل في إسرائيل. فالمطلوب هو أن يبقى الفلسطينيون مستضعفين، وبالتالي لا يمارسون ضغطاً على الموارد الطبيعية التي ستبقى شأناً إسرائيلياً داخلياً.

 

•يتوهم الإسرائيليون في أنهم يستطيعون احتكار الموارد الطبيعية لوقت طويل. ولن يكتمل السجال بشأن الموضوعات البيئية إذا لم تنعكس القضايا أعلاه في الخطاب العام.