ازدواجية وتردد القيادة السياسة والعسكرية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•في يوم الأربعاء، أول من أمس (5/3/2008) قرر المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية تكليف الجيش الإسرائيلي بوقف إطلاق صواريخ القسام، وقرر في الوقت نفسه عدم القيام بعملية عسكرية برية كبيرة في غزة. وفي واقع الأمر فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كلها تتعامل مع أزمة غزة بمثل هذا الموقف المزدوج.

•إن هذا التردد لا يدل على عدم مثابرة لدى قادة إسرائيل، كما أنه لا يدل على الخوف من الثمن الباهظ لعملية عسكرية برية في غزة فقط. فقادة الدولة يمتنعون من قول الحقيقة كلها للجمهور الإسرائيلي العريض، وفحواها أن محاربة "حماس" لا تتصدر سلم الأولويات الأمنية لإسرائيل في الوقت الحالي، على الرغم من صواريخ القسام. إن ما يتصدر سلم الأولويات هنا هو التهديد الإيراني، تليه سورية ثم حزب الله. أمّا "حماس" فتأتي في الدرجة الأخيرة.

•إن دلالة هذا الأمر هي أن معظم الاهتمام والموارد والتدريبات ومشاريع شراء وتطوير نُظم الأسلحة يذهب، أولاً وقبل أي شيء، إلى ما يعتبر "تهديداً يحتل أولوية عالية" في نظر المؤسسة السياسية.

 

•ما يمكن قوله هو أن إسرائيل تنازلت عن معالجة مشكلة القسام بصورة جذرية. فقد أصبحنا الآن في مرحلة صواريخ غراد، التي أدخلت عشرات آلاف الإسرائيليين في عسقلان ونتيفوت والبلدات المحاذية لهما في مرمى الصواريخ. وإذا لم تعالج هذه الصواريخ بصورة جذرية، فسنبلغ مرحلة تصبح فيها مدينة أسدود أيضاً في مرماها. إن الأمر الوحيد الذي تخشاه "حماس" ويمكنه أن يضعف قوتها هو غزو بري إسرائيلي.