•يعدنا بعض الجنرالات المتقاعدين والسياسيين في تصريحاتهم بأنه "إذا ضربنا غزة بمنتهى القوة، واحتللنا القطاع لفترة معينة، ونظفنا المنطقة من الصواريخ، فعندئذٍ سيتوقف الجنون". الرسالة التي تنطوي عليها هذه التصريحات واضحة، وهي أنه يوجد ما يمكن عمله ضد صواريخ القسام، لكن القيادة السياسية الحالية ليست مستعدة للقيام به. غيِّروا القيادة فتحصلون على الهدوء. الجيش لديه حلول، لكنهم لا يسمحون له بتطبيقها.
•تكمن المشكلة في أن هذه التصريحات تخلق توقعات لدى سكان سديروت وعسقلان ونتيفوت بوجود حل فعلاً، وبما أن المسؤولين لا ينفذونه، فإنهم يتخلون عنهم ولا يكترثون لهم. هنا يكمن الخطر الحقيقي للديماغوجيا التي تجعل سكان سديروت يعتقدون أن ما يفصل بين وضعهم الصعب وبين الحياة الهادئة هو قرار القيادة السياسية أن تسمح للجيش الإسرائيلي بأن ينتصر.
•الحقيقة، للأسف الشديد، مؤلمة، وتبعث على اليأس. ومع ذلك آن الأوان لقولها كي يكون في قدرة الناس الذين يعيشون هناك أن يختاروا كيفية مواجهتها. الحقيقة هي أنه على المدى المنظور، لأشهر أو حتى لأعوام، لن يتم إيجاد حل عسكري لمشكلة الصواريخ، ونحن الآن لسنا على استعداد للجوء إلى حل آخر.
•لن يستطيع أحد أن يعد سكان البلدات المحاذية لقطاع غزة متى سيتوقف غضب الصواريخ، لا زعيم الليكود بنيامين نتنياهو ولا أي حكومة أخرى تضم أعضاء يمينيين على غرار أفيغدور ليبرمان. الحل سيأتي عندما سيغطي سديروت نظام حماية من الصواريخ، أو عندما يتم التوصل إلى اتفاق هدنة مع "حماس"، لخمسة أو عشرة أو عشرين عاماً. ومن يطلق لهم الوعود فهو إنما يغمض أعينهم ويمنعهم من اتخاذ قرارات حيوية بشأن مستقبلهم.