رائحة النحس.. (المضمون: إذا كان لبنان مستنقعاً للحكومات الإسرائيلية فإن غزة هي مصيدة لها وقد يكون في الوقت ذاته بطاقة سياسية للخلاص)
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•في حالة إجراء تحقيق بشأن عملية اتخاذ القرارات التي سبقت وقف تزويد قطاع غزة بالوقود وسائر الحوائج الحيوية، فمن المشكوك فيه أن يعثر على جهة توقعت، قبل تنفيذ هذا القرار، ما الذي سيؤدي إليه الأمر خلال فترة تقل عن يوم واحد. لقد أدى تنفيذه إلى شجب دولي حاد، وإلى انسحاب إسرائيلي متردد، وإلى ضغط عربي داخلي أسفر عن انهيار خط الحدود بين القطاع ومصر بصورة عملية، وإلى إحراز حكومة "حماس" انتصاراً معنوياً.

•صحيح أننا نفذنا، قبل عامين ونصف عام، خطة انفصال عن غزة، غير أنه يستحيل أن تنفصل إسرائيل عن غزة. لقد انسحبنا من غزة، غير أن كل منطقة فيها لا تزال مرتبطة بنا في معيشتها. ومع أن إسرائيل لا تعترف بالسلطة الحالية فيها، إلا أنه لا يمكنها تغيير هذا الارتباط.

•إن الأمور جميعها متعلقة بعضها ببعض. وتعتبر غزة، عشية نشر التقرير النهائي للجنة فينوغراد [في 30 كانون الثاني/ يناير الجاري]، إحدى أوراق الخلاص السياسي لرئيس الحكومة، إيهود أولمرت، ووزير الدفاع، إيهود باراك، الذي يُعد حليف أولمرت وخصمه السياسي في الوقت نفسه. من شأن الهدوء في غزة أن يكون سبيل أولمرت لمحو وصمة العار التي لحقت به في لبنان، وأن يكون الإنجاز الذي في إمكان باراك أن يتباهى به كي يتغلب على الاستياء الجماهيري العام منه.

 

•إن ذلك كله يؤدي إلى الشعور بأن غزة موضوع ملح، وإلى الشعور بالتعطش لأمر ما إيجابي، وبالتالي إلى الاستعداد لتجاوز خطوط حمر تردد المسؤولون في إسرائيل في تجاوزها في السابق. غير أنه لا يمكن تحقيق أي إنجاز من ناحية غزة، التي كانت وستبقى معضلة بالنسبة إلى إسرائيل.