الصراع بين الشاباك والجيش الإسرائيلي يكشف تقصيرات عملية الجرف الصامد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

•في الأيام الأخيرة جرى تبادل للاتهامات بين الشاباك والجيش الإسرائيلي بشأن التحذيرات المسبقة التي أرسلها الشاباك إلى الجيش قبل بضعة أشهر من نشوب حرب غزة، بشأن نية "حماس" خوض جولة جديدة من القتال في الجنوب. وبلغت هذه الأزمة الذروة مع الرسالة الحادة اللهجة التي بعث بها رئيس الأركان بني غانتس إلى وزير الدفاع موشيه يعلون يحتج فيها على تصرف الشاباك في المقابلات التي أجراها برنامج "عوفده" [دليل] مع مسؤولي الشاباك، والتي برأي غانتس، تخطت كل المعايير "الأخلاقية والمهنية". وكان الشاباك ادعى في هذه المقابلات أنه نقل إلى الجيش تحذيرات استخباراتية في شهر كانون الثاني/يناير بشأن نية "حماس" شن معركة عسكرية، الأمر الذي يكذبه الجيش الإسرائيلي بشدة.

•ونتيجة للاجتماع التوضيحي الذي عقده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالأمس [الخميس] مع غانتس ورئيس الشاباك يورام كوهين، أصدر الشاباك بياناً من أجل التخفيف من حدة الخلاف، جاء فيه أن الشاباك لم ينقل في كانون الثاني/يناير تحذيرات قاطعة كما قيل في البداية، بل أخباراً تشير إلى بدء "حماس" الاستعداد لمواجهة محتملة مع إسرائيل. لكن على الرغم من ذلك، فإن الأجواء المسمومة بين جهازي الأمن ما تزال على حالها.

•إلى جانب أن الحرب على الحظوة، المشحونة بالمشاعر والأنا، التي تدور اليوم في وسائل الإعلام، غير مفيدة، فإن الاحتكاكات بين الجيش والشاباك دليل آخر على أن القصة الحقيقية لعملية "الجرف الصامد" لم تكن قصة ناجحة وخالية من الشوائب كما حاول رئيس الحكومة ووزير الدفاع تسويقها أمام الجمهور. وتبرهن هذه الاحتكاكات على أنه خلال عملية "الجرف الصامد" وبعدها، ظهرت تقصيرات استخباراتية وعملانية وأخلاقية تتطلب تحقيقاً فعلياً واستخلاصاً للدروس.

 

•لذا يتعيّن على مراقب الدولة الذي يدرس هذه الأيام مشكلات مختلفة تتعلق بالحرب في غزة مثل معالجة الأنفاق، وتحصين الجبهة الداخلية، وعملية اتخاذ القرارات، وعلى لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست التي تدرس أحداثاً مختلفة جرت خلال هذه الحرب، أن يدرسا هذه المسألة بعمق ويحققا في الخلل في التواصل بين الأجهزة، ومسؤولية الطبقة السياسية عن ذلك. في المقابل، من الأفضل للشاباك والجيش الإسرائيلي انتظار نتائج هذه التحقيقات والإسراع في استخلاص الدروس بدلاً من الصراع على الحظوة.