•يعتبر كثيرون منا إدارة الرئيس بوش أكثر الإدارات الأميركية تأييداً لإسرائيل. وفي الفترة القليلة الفائتة بدأت هذه الإدارة حملة مكثفة من أجل إطلاق عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بموجب رؤية خريطة الطريق ودولتين لشعبين.
•منذ أكثر من ثلاثة أعوام تطالب هذه الإدارة إسرائيل بتفكيك بؤر استيطانية تعتبر غير قانونية حتى بمفهوم إسرائيل نفسها، من أجل أن تدفع قدماً عملية السلام التي تتطلب فصلاً بين الشعبين، وكي تعزز الثقة الفلسطينية بالوساطة الأميركية.
•لقد أيدت إسرائيل استجابتها لهذه المطالبة الأميركية ليس تلبية لرغبة صديقتها فقط، بل أيضاً لأنها هي نفسها تعارض وجود هذه البؤر الاستيطانية التي تخالف القانون الإسرائيلي وتخلق الفوضى في المناطق [المحتلة]. كما أن من شأن هذه البؤر الاستيطانية أن تشكل، عندما يحين الوقت، عائقاً أمام عملية الفصل التي تتطلب "تنازلات مؤلمة"، بحسب ما يقول رئيس الحكومة، إيهود أولمرت.
•على الرغم من ذلك لم تنفذ إسرائيل على مدار الأعوام الثلاثة الفائتة ما تدرك أنه صحيح. وقد أعلن رئيس الحكومة، بحق، أن عدم تفكيك البؤر الاستيطانية هو أمر مخجل.
•ما العمل إذاً؟ يبدو لي أنه بات من الضروري أن تمد الولايات المتحدة يد المساعدة للحكومة الإسرائيلية من أجل أن تتجاوز مخاوفها من عنف سكان البؤر الاستيطانية، وذلك من منطلق الصداقة التي تربطهما. ويمكن أن تكون هذه المساعدة في هيئة استدعاء السفير الأميركي إلى واشنطن لإجراء مشاورات في هذا الشأن.
•إن خطوة أميركية كهذه في إمكانها أن تحفز الرأي العام الإسرائيلي على مد يد المساعدة لحكومته كي تفي بالتزامها المتفق أيضاً مع احترام سيادتها والحفاظ على قوانينها. إن علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة مهمة للغاية في نظر معظم مواطني إسرائيل، وإن تصرفاً أميركياً يعبر عن الامتعاض يستطيع أن يؤثر في كثيرين منا ويدفعنا لتشجيع الحكومة على خوض معركة حاسمة ضد أعمال الفوضى الخطرة في المناطق [المحتلة].