من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•خلال الأيام القليلة الفائتة ظهرت العنجهية الإسرائيلية في كامل عُرْيها، فقد طلب بضعة وزراء من وزير الدفاع اغتيال حسن نصر الله، كما لو أن عملية كهذه هي رهن رغبته فقط. وتحدث إيهود أولمرت وإيهود باراك، بثقة مفرطة، عن قدرة حكومتهما على ممارسة الضغط على سكان غزة وقيادتهم لإرغامهما على رفع الرايات البيضاء، كما لو أن إسرائيل لا تتأثر بردات الفعل في العالم.
•إن الفجوة بين الأقوال والأفعال تشمل جميع الفئات في المجتمع الإسرائيلي. ولعل آخر نموذج لذلك هو إعلان أولمرت وباراك، صباح أول من أمس، نيتهما الصارمة مواصلة التضييق على سكان غزة، في الوقت الذي أصدرا، في مساء اليوم نفسه، الأوامر بتخفيف الحصار ونقل وقود وأدوية إلى الفلسطينيين.
•إن البطولات الإسرائيلية الكلامية غير منحصرة في السياسيين فقط، بل إنها أيضاً تنطبق على الجمهور الإسرائيلي العريض كافة. فقد أظهر استطلاع أُعد بمناسبة عقد مؤتمر هرتسليا للبحث في ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي [في الفترة ما بين 20 - 23 كانون الثاني/ يناير الجاري]، أن 75 في المئة من سكان البلدات الشمالية والمستوطنات المحاذية لغزة هم على أتم الاستعداد للدفاع عن بلدهم، وأن 21 في المئة منهم على استعداد جزئي لفعل ذلك. غير أن الواقع يدل على ازدياد وتيرة التهرب من الخدمة العسكرية عامة ومن الخدمة العسكرية في الوحدات القتالية خاصة. كما يتجلى الإحجام عن التضحية بالنفس في سبيل الوطن في مطالبة الجمهور المدني الجيش الإسرائيلي أن يمتنع من القيام بعمليات عسكرية تهدد حياة الجنود بالخطر.
•تكمن إحدى النتائج الخطرة لهذه الفجوة بين الأقوال والأفعال في تفشي التقارير الكاذبة. ففي الماضي كان الكذب ثقافة الأنظمة والمجتمعات العربية فقط، لكن على ما يبدو، فإن هذه الثقافة أصبحت منتشرة عندنا أيضاً.