من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•تدور حرب استنزاف في جنوب غرب إسرائيل منذ الأيام القليلة الفائتة. فالفصائل الفلسطينية تطلق الصواريخ والقذائف من قطاع غزة على بلدات إسرائيلية، وإسرائيل تدافع عن نفسها بواسطة عمليات من الجو، وتوغلات بدوريات راجلة ومدرعة تخوض اشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين.
•إن ما يجري هو روتين عنيف، غير أنه تهيئة خطرة لعملية عسكرية كبيرة سيقوم بها الجيش الإسرائيلي في شمالي غزة حيث مواقع إطلاق الصواريخ، وفي جنوبها، أي في المنطقة المحاذية لمصر (محور فيلادلفي)، والتي تحولت في الأعوام القليلة الفائتة إلى قناة رئيسية لتهريب الأسلحة إلى حركة "حماس"، وإلى فصائل أخرى أكثر تطرفاً منها.
•لا يمكن تقويم أي عملية عسكرية من خلال نجاحها في إزالة التهديد المباشر فقط، إذ ليس هناك عملية عسكرية من دون سياق سياسي؛ وفي حالة قطاع غزة لن تكون هناك نهاية لأي عملية عسكرية إسرائيلية إذا لم يسبقها تحضير كاف لمخرج سياسي منها.
•لم تنسحب إسرائيل من غزة مرتين، في سنة 1994 وفي سنة 2005، من أجل أن تعود إلى احتلالها من جديد. وبناء على ذلك هناك ضرورة لوجود جهة محددة أخرى ينقل إليها الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن القطاع [في حالة شن عملية عسكرية كبيرة].
•عملياً يدور الحديث عن طرفين. الطرف الأول يجب أن يكون فلسطينياً. إن ما يتعين على إسرائيل أن تفعله هو أن تعيد السيطرة في القطاع إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لا إلى حركة "حماس". أمّا الطرف الثاني فيتوجب عليه أن يحرس حدود القطاع مع مصر. وبما أن السلطة الفلسطينية لم تقم بذلك، وفشلت مصر في منع عمليات تهريب الأسلحة، فإن المطلوب الآن هو قوة دولية تضم طرفاً عربياً (يفضل أن يكون الأردن) إلى جانب وحدات أميركية وأوروبية وغيرها.
•في الوقت الذي يعد فيه الجيش الإسرائيلي العدة لشن عملية عسكرية في غزة، ينبغي للحكومة الإسرائيلية أن تركز على إعداد الخطوة السياسية التي ستتلو العملية العسكرية. ولا يجوز لإيهود أولمرت وتسيبي ليفني وإيهود باراك إرسال الجيش الإسرائيلي إلى غزة قبل قيامهم بإعداد تلك الخطوة.