حرب استنزاف في غزة.. من سيتحلى بنفس أطول من الآخر؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•إن التطور الأكثر أهمية في المواجهة الدائرة في قطاع غزة يتعلق بالأرقام. ففي الساعات الـ 48 الفائتة أطلقت "حماس" نحو 90 صاروخاً وعشرات من قذائف الهاون، وهذه أول مرة تطلق فيها الحركة هذه الكمية من الصواريخ، منذ أن أحكمت سيطرتها على القطاع في حزيران/ يونيو سنة 2007.

•إن ما تثبته حركة "حماس" هو أنها تسيطر بشكل كامل على منظومة صواريخها، وهذا الأمر يذكرنا بحزب الله. ماذا يعني هذا أيضاً؟ تختلف الآراء لدى الجواب عن هذا السؤال. فالجيش الإسرائيلي يرى في إطلاق الصواريخ برهاناً على غضب "حماس" وإحباطها جراء سقوط 19 قتيلاً أول من أمس. أمّا في غزة فإنهم يفسرون إطلاق الصواريخ المكثف بأنه استعراض عضلات ينطوي على تحذير لإسرائيل من أن في إمكان الحركة أن تصعد في إطلاق الصواريخ، وأنها ستفعل ذلك إذا لم توافق إسرائيل على التهدئة.

•إن الاعتقاد السائد لدى "حماس" هو أن إسرائيل لن تدخر أي جهد للامتناع من شن عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة. هذا ما فهمته الحركة أيضاً من تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أمام لجنة الخارجية والأمن هذا الأسبوع. كما أن المبادرة الجديدة للمليونير الإسرائيلي أركادي غايداماك، الرامية إلى نقل شباب من بلدة سديروت إلى منتجعات خاصة، تبعث الأمل من جديد في صفوف "حماس"، إذ إن تدخُّل غايداماك في السابق لتقديم المساعدات إلى سكان سديروت في تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2006، أصاب الحكومة الإسرائيلية بالحرج، ولهذا سارعت إلى الموافقة على التهدئة.

 

•السؤال المطروح الآن هو: أي الطرفين، إسرائيل أو "حماس"، يمكنه أن يتحلى بنفس أطول من الآخر؟ صحيح أن سديروت تتعرض لقصف متواصل، إلاّ إن قطاع غزة هو الذي ينزف دماً، إلاّ إن من غير الواضح حتى الآن إذا كان هذا النزيف سيجعل "حماس" تصعد الوضع، أو يضطرها إلى أن تكبح جماح خلايا إطلاق الصواريخ، مما يجعل إسرائيل تبادلها الأمر بالمثل [من ناحية كبح جماح عدوانها]؟