رغم ملاحظات المعسكر اليساري على أداء حكومة أولمرت.. رحيلها سيمهد لعودة نتنياهو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•من الواضح أن المعارضة الإسرائيلية برئاسة عضو الكنيست بنيامين نتنياهو، والتي لم تنجح إلى الآن بتقويض الأغلبية البرلمانية لحكومة أولمرت ـ باراك، ستعتبر التقرير النهائي للجنة فينوغراد بشأن وقائع حرب لبنان الثانية [والذي سينشر في 30 كانون الثاني/ يناير 2008] فرصة ذهبية لمحاولة إسقاط الحكومة. وهذا هو أيضاً موقف المستوطنين وأوساطهم، الذين لم يغفروا لإيهود أولمرت تنفيذ خطة الانفصال وتفكيك المستوطنات في قطاع غزة.

•إن الواقع السياسي في سنة 2008، هو ما يجب أن يشغلنا، في الوقت الحالي، فما كان صحيحاً قبل عام ونصف عام، غير صحيح ولا ملائم الآن. وحتى الذي اعتقد أن أولمرت أخفق في حرب لبنان الثانية، ليس في إمكانه أن يتغاضى عن واقع أن خطواته السياسية والأمنية منذ ذلك الوقت وإلى الآن، تدل على أداء عقلاني ومسؤول.

•على الرغم من الدعوات الشعبوية للقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، فإن إسرائيل لا تزال منضبطة، وهو انضباط يعود في جزء منه إلى وجود إيهود باراك في الحكومة. كما أن هذه الحكومة نجحت في تجديد المحادثات مع الفلسطينيين، على الرغم من المطالب الفلسطينية البعيدة المدى، من دون أن تقع في أشراك فخاخ صعبة نُصبت في طريقها، مثل القبول المسبق بمبادرة السلام العربية. وفيما يتعلق بسورية فإن هذه الحكومة تتصرف بحكمة وتحظى بتأييد أميركي وعالمي واسعين، من دون أن تضطر إلى كشف أوراقها كافة.

 

•إن سقوط الحكومة الآن يعني وقف العملية السياسية، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى إضعاف مكانة أبو مازن، وإلى تصاعد الدعوات إلى فرض حل من الخارج. لذا فمن غير الواضح لماذا يفضل قسم من المعسكر اليساري الإسرائيلي، على الرغم مما لديه من أسباب وجيهة لعدم إبداء حماسة في بقاء أولمرت، أن يمهد لوضع يمكن أن يعود فيه نتنياهو إلى رئاسة الحكومة؟