•تهدف زيارة رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، من جملة ما تهدف، إلى تسريع إحراز اتفاق إسرائيلي ـ فلسطيني، غير أنه من الواضح أنه يستحيل التوصل إلى اتفاق سياسي في الوقت الحالي، إذ إن الواقع الأمني والسياسي في السلطة الفلسطينية يحول، أولاً وقبل أي شيء، دون وجود إمكان عملي لتحقيق تقدم سياسي.
•إن حركة حماس تسيطر على جزء كبير من مناطق السلطة الفلسطينية، وتشن منه حرباً على إسرائيل، ولا ترغب في أي صيغة لاتفاق سياسي. وليس في إمكان السلطة الفلسطينية أن توفر لإسرائيل، في المناطق التي تسيطر عليها، المقابل المطلوب والمتوقع منها في الاتفاق، وهو الأمن ومنع الإرهاب.
•من غير المتوقع أن يتغير هذا الواقع في المستقبل المنظور، بل إنه سيتفاقم. لذا فإن احتمال التوصل إلى اتفاق دائم، حتى بحسب الحد الأدنى من الشروط الإسرائيلية، غير قائم. ونتيجة ذلك يتركز معظم الجهد الإسرائيلي - الفلسطيني الآن في إقرار جدول أعمال المفاوضات، وقد حان الوقت للتفكير في خطوات أكثر عملية وأقل "احتفالية" تؤدي إلى تغيير الوضع بصورة جوهرية، وربما تتيح المجال لمناقشة سياسية جادة تنطوي على احتمال النجاح في المستقبل.
•إن الشرط المسبق لذلك هو أن تستكمل إسرائيل بناء الجدار الفاصل، وإحدى الخطوات العملية الأولى التي على إسرائيل تنفيذها هي الإخلاء الفوري للبؤر الاستيطانية غير القانونية، التي تحدث توتراً بيننا وبين الولايات المتحدة والفلسطينيين.
•هناك خطوات عملية أخرى يمكن أن تنفذها إسرائيل، مثلاً: إخلاء أو نقل مستوطنات بعيدة ومنعزلة إلى داخل الجدار الفاصل؛ البدء بتخفيض عدد القوات العسكرية الإسرائيلية [المنتشرة في أنحاء الضفة الغربية]؛ إزالة مجموعة من الحواجز العسكرية؛ تصحيح الخطأ الناجم عن ضم أحياء آهلة إلى القدس وإعادة هذه الأحياء إلى السلطة الفلسطينية. في موازاة ذلك كله تعمل إسرائيل مع دول العالم على تطوير الاقتصاد الفلسطيني ورفع مستوى معيشة السكان، وعلى إيجاد حافز حقيقي يجعل الفلسطينيين يرغبون في الهدوء والاستقرار. يمكن فعل هذه الأمور كلها من خلال اتفاقات "صغيرة" غير "مبدئية"، وسيكون لكل اتفاق منها دلالة سياسية مهمة.