•لولا العنف الدموي اليومي –أربعة قتلى فلسطينيين في الصباح، طفل إسرائيلي جريح بصورة بالغة في ساعات بعد الظهر- لكان في الإمكان أن نتعلق ببصيص الأمل الناجم عن انطلاق صرخة الاحتجاج من حناجر آلاف المتظاهرين الفلسطينيين على طول السياج الحدودي مع قطاع غزة أمس. فهل تعتبر هذه التظاهرة أول إشارة إلى مقاومة شعبية غير عنيفة؟ هل من الممكن أن قادة "حماس" بدأوا يدركون هم أيضاً أن تظاهرة جيدة واحدة أفضل من ألف صاروخ؟
•للأسف الشديد لا توجد إثباتات كافية تدل على أن بصيص الأمل هذا قابل للاستمرار. فقد كانت التظاهرة صغيرة جداً، والتغطية الإعلامية لها شحيحة. لكن لا يجوز أن نيأس، إذ قد يؤدي استمرار الحصار لشهر آخر أو شهرين آخرين إلى مثل هذه النتيجة.
•إلى أن يحدث ذلك يمكننا أن نركز على نوبة الهستيريا التي اجتاحت إسرائيل عشية هذه التظاهرة. لقد أدت هذه النوبة إلى مرابطة الدبابات في مقابل السياج الحدودي، ووضع الطائرات بلا طيار وسلاح الجو كله في حالة تأهب، وتحريك طوابير الجنود المدججين بالسلاح وبطاريات المدافع وآلاف أفراد الشرطة، كما لو أن اجتياز بضعة متظاهرين للسياج الحدودي يعني نهاية الصهيونية، أو كما لو أن دوس بضعة أمتار من الأسلاك الشائكة هو هولوكوست ثان.
•علاوة على ذلك كله رُددت عبارات الشجب للجوء الفلسطينيين "إلى استعمال الأطفال والنساء"، وهي عبارات تنطوي على نقد أجوف لدولة ترسل عائلات كثيرة الأولاد للسيطرة على المناطق المحتلة.