•من المعروف أن إدارة الرئيس بوش أوصلت صداقة الولايات المتحدة مع إسرائيل إلى ذروتها. وقد انعكس ذلك مثلاً في: الحفاظ على تفوق إسرائيل النوعي في مقابل خصومها؛ توفير تغطية سياسية واسعة النطاق لأغلبية مواقف إسرائيل في علاقاتها مع دول العالم والدول العربية والسلطة الفلسطينية؛ توسيع نطاق التعاون في مجال تكنولوجيا الأمن والاستخبارات؛ التعهد بتأييد مطالب إسرائيل الأساسية من الفلسطينيين، وعلى رأسها استمرار السيطرة على الكتل الاستيطانية الكبرى ومنع عودة اللاجئين في المستقبل.
•إن كل ما ذُكر هو أرصدة سياسية من الدرجة الرفيعة، تضمن وجود إسرائيل في الحيز الشرق الأوسطي. غير أن عهد بوش سينتهي بعد بضعة أشهر، في الوقت الذي لا تزال مواقف معظم المرشحين للرئاسة الأميركية بمثابة لغز كبير. ويمكن الافتراض أيضاً أن مساهمة الجالية اليهودية الأميركية في الحفاظ على المصالح الإسرائيلية ودفعها قدماً لن تزداد.
• بناء على ذلك، فالمطلوب من إسرائيل هو أن تجري على الفور دراسة وفحصاً أساسيين لدوافع التأييد الأميركي لها. إن الهدف من ذلك هو تحديد الموضوعات التي نحتاج فيها إلى ترميم هذا التأييد أو تعزيزه.
•لقد رأى معظم الجمهور الأميركي في إسرائيل، مباشرة بعد تأسيسها، جزيرة للحضارة الغربية في حيز مختلف. وربما يكمن في هذه الرؤية الدافع الأساسي لاستمرار التأييد الأميركي. ولا شك في أن الضرر، الذي يلحقه الإسلام المتطرف بالعالم عامة وداخل الولايات المتحدة خاصة، سيجعل من السهل علينا أن نحدد دافعاً جديداً لتأييد إسرائيل على المدى البعيد.