عندما يلعب إثنان بالنار
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•إن "حماس" تحب أبناء شعبها الفلسطيني، لكن ليس إلى الدرجة التي تمنعها من التضحية بحياتهم من أجل هدف سياسي. والتظاهرة المخططة للانطلاق اليوم على طول السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل تهدف، في الظاهر، إلى إطلاق صرخة أهل غزة المحاصرين، أما إذا ما تدهورت الأمور فيها إلى حد ارتكاب مجزرة فستغسل "حماس" يديها منها وتتهم إسرائيل بها.

•لقد أطلق الجيش الإسرائيلي سيلاً من التهديدات بإطلاق النار على الفلسطينيين، على افتراض أن هذه التهديدات قد تردع الجمهور الغفير من محاولة اختراق السياج الحدودي. غير أنه من الممكن أن تكون هذه التهديدات نبوءة تحقق ذاتها، مثلما حدث في أحداث تشرين الأول/ أكتوبر 2000.

•عندما يلتقي طغيان "حماس" مع ارتباك الحكومة الإسرائيلية، التي لا تملك حلاً لإطلاق الصواريخ، تكون النتيجة اللعب بالنار. وما زلنا نذكر كيف تنافس الوزراء الإسرائيليون بشأن مَنْ منهم أكثر قدرة على إلحاق دمار كبير بغزة، عندما تم تصعيد إطلاق صواريخ القسام في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

•منذ نحو شهر تشهد دوائر متعددة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية جدالات بشأن طريقة الرد الإسرائيلي على مسيرة يقوم الفلسطينيون بها إلى السياج الحدودي. وبينما يقول الجيش الإسرائيلي، أو بعضه، إنه يجب الرد بقوة رادعة، تقول الشرطة الإسرائيلية، أو قسماً منها، إن الرد يجب أن يكون بصورة عاقلة تؤدي إلى تفريق المشاركين في المسيرة لا إلى توحيدهم. إن الشرطة على حق في هذه الحالة، لا لأسباب أخلاقية فحسب، بل لأن إسرائيل إذا ما تورطت في قتل أناس يطلبون الخبز فستدفع أثماناً باهظة على الصعيدين الداخلي والخارجي أيضاً.

 

•بطبيعة الحال هناك خيار آخر، هو أن تعلن إسرائيل أن حصار غزة كان خطوة خطأً وأن تتراجع عنها. غير أنه خيار خيالي للغاية، وذلك بأن الجالسين حول طاولة الحكومة يفضلون أن يطلقوا آلاف الطلقات، على أن يعربوا عن ندم بسيط.