صك براءة لبرنامج إيران النووي؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•منذ خمسة أعوام تواصل إيران مناوراتها، فتعلن في الظاهر أنها تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها لا تقوم بذلك في الواقع، والهدف هو كسب الوقت. ويبدو أن إيران نجحت في هذا الأمر، فقد أصدرت الوكالة الدولية نحو 15 تقريراً حتى الآن، وما زالت تجد صعوبة في توفير جواب قاطع يتعلق بمسار المشروع النووي الإيراني: هل هو في اتجاه السلام، بحسب ما تدعي إيران، أو في اتجاه تطوير سلاح نووي، بحسب ما تدعي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل؟ وهذا ينطبق أيضاً على التقرير الأخير، الذي صدر أول من أمس، على الرغم من أن جزءاً من استنتاجاته يؤيد موقف الغرب.

•يسود في إسرائيل والولايات المتحدة غضب عارم على مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، د. محمد البرادعي، جراء استمرار وقوعه في الفخ الإيراني. إن البرادعي لا يملك الكثير من الخيارات، فالوكالة الدولية تعكس مواقف الأسرة الدولية كافة، ولذا فإن تقاريره تدمج بين القاموسين الدبلوماسي والتقني، كونه ملزماً بإرضاء مصالح روسيا والصين ودول عدم الانحياز، المناقضة لمصالح الغرب.

•علاوة على ذلك لا تملك الوكالة الدولية قدرات استخبارية خاصة بها، ولذا ليس في إمكانها أن تفرض رغبتها على التقارير. وعملياً يجب أن ينصب الغضب على الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والتي تجد صعوبة في الوصول إلى إجماع في هذا الشأن. وأصلاً كيف يمكن الاحتجاج على موقف موسكو وبكين إذا كانت الاستخبارات الأميركية نفسها منحت، قبل نحو شهرين، "صك براءة" لإيران عندما قررت أنها جمدت مشروعها النووي العسكري منذ سنة 2003؟

 

•إن إيران تكسب الوقت في هذه الأثناء. وتقدير الاستخبارات الإسرائيلية، الذي يؤكد أن إيران ستمتلك سلاحاً نووياً في غضون عامين، لم يتغير. كما أن تقرير الوكالة الدولية لا يضيف جديداً إلى إسرائيل، غير أنه يقرب اللحظة التي يتعين على القيادة الإسرائيلية أن تحسم فيها قرارها بشأن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.