•يسود لدى الطيارين الإسرائيليين أصحاب التجربة الطويلة شعور بأن لجنة فينوغراد لم تول الاهتمام الكافي لسلاح الجو الإسرائيلي، ولذا فقد كالت المديح له [في تقريرها النهائي]. ويؤكد هؤلاء أن أعضاء اللجنة لم يدركوا تماماً مساهمة سلاح الجو في حرب لبنان الثانية، ولذا فإن التقدير الذي حظي به كان بسبب سوء أداء القوات البرية، لا لأن أداءه فاق التوقعات كافة.
•إن هذا الشعور انعكس بعد أن تولى الجنرال عيدو نحوشتان قيادة سلاح الجو، هذا الأسبوع، خلفاً للجنرال إليعيزر شكيدي. وقد همس بضعة طيارين في أذن القائد الجديد قائلين: "لا تقع في فخ تقويم لجنة فينوغراد، فالحرب كشفت كثيراً من الثقوب في شبكة إسرائيل الأمنية"، وأضافوا أنه "إذا لم يتحمل سلاح الجو المسؤولية [عن العيوب والتقصيرات] فلن يفعل ذلك أي سلاح آخر في الجيش الإسرائيلي".
•لقد كشفت حرب لبنان الثانية النقاب عن واقع مؤلم، وهو عدم وجود جهة إسرائيلية تتولى المسؤولية عن مواجهة صواريخ الكاتيوشا وسائر الصواريخ القصيرة المدى، وقد أوضح سلاح الجو، قبل الحرب، أنه لا يملك في جعبته حلاً لهذه المشكلة.
•أمّا سلاح البر، الذي كان يفترض به أن يوقف إطلاق الصواريخ بواسطة احتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية، فلم ينجح في ذلك، مثلما أنه لا ينجح في مقابل صواريخ القسام في غزة. ونتيجة ذلك هي الفراغ. صحيح أن الصناعات الأمنية الإسرائيلية تكتشف وسائل جديدة، غير أن مواجهة هذه المشكلة المزعجة لا تتم حتى الآن بطريقة مهنية تماماً.
•إن التوقعات الآن هي أن يتحمل سلاح الجو، في ظل قيادة نحوشتان، المسؤولية المباشرة عن مواجهة الصواريخ القصيرة المدى، بعد أن أثبت قدرته على القيام بمسؤولية مواجهة الصواريخ البعيدة المدى وصواريخ أرض- أرض. وبالتالي عليه أن يقترح الميزانيات والقوى البشرية والوقت المطلوب من أجل التوصل إلى حل ضد صواريخ القسام والصواريخ القصيرة المدى. وليس في إمكان أي طرف آخر أن يقوم بأعباء هذا المشروع عداه.
•علاوة على ذلك فإن نحوشتان تسلّم منصب قائد سلاح الجو في وقت لا تزال التحضيرات لمواجهة التهديدات الإيرانية تتصدر سلم أولوياته، وفي فترة تعتبر مثيرة في مجال الفضاء، الذي أصبح أحد العناصر المركزية في القدرة الاستراتيجية لهذا السلاح. إن الأقمار الصناعية التي تطلقها إسرائيل إلى الفضاء في الآونة الأخيرة هي أقمار تجسس مؤهلة للعمل في النهار والليل، وفي ظل أي حالة للطقس. ويعتبر هذا انقلاباً كبيراً، إذا ما قورن بما كان الحال عليه في الفترة السابقة، حين لم يكن في إمكان الأقمار الصناعية الإسرائيلية أن ترصد كل شيء بسبب أحوال الطقس أو عتمة الليل وما شابه ذلك.