الولايات المتحدة تريد عملية عسكرية في غزة لإزالة خيبة أمل من حرب لبنان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

•في ذروة حرب لبنان الثانية [صيف سنة 2006] زار وزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر، الملحق العسكري الإسرائيلي في واشنطن آنذاك ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الآن اللواء دان هرئيل، وأوضح له أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لا تثير انطباعاً جيداً [لدى الإدارة الأميركية]. وأضاف أن الأخطر من ذلك هو أن تعثر التقدم الإسرائيلي يمس بالمصلحة الأميركية. 

•في واقع الأمر، كان شعور معظم المسؤولين الأميركيين الكبار بعد انتهاء الحرب، مماثلاً لشعور كيسنجر. فقد تسببت نتائج الحرب بخيبة أمل، وخصوصاً لدى نائب الرئيس الأميركي، ريتشارد تشيني، الذي كان من المؤيدين الرئيسيين لأن تتحلى أميركا بالصبر لتمكين إسرائيل من استكمال العملية العسكرية. كما أن جميع الذين اعتقدوا أن إسرائيل ستلقن المتطرفين في الشرق الأوسط درساً لن ينسوه، بمن فيهم الرئيس بوش نفسه، أصيبوا بخيبة أمل.

•إن الهجوم الإسرائيلي على سورية في أيلول/ سبتمبر الماضي، وعملية اغتيال عماد مغنية في دمشق، قد يحسِّنا الصورة العملانية لإسرائيل، لكن لا يمكنهما ترميم الثقة الأميركية الكاملة بأن في وسع إسرائيل أن تنجز عملية عسكرية أكثر طموحاً، هي احتلال غزة والقضاء على قوة "حماس" العسكرية. 

•يتوجب على الذين يسعون إلى اكتشاف المسار، الذي يمكن أن تتقدّم إسرائيل فيه نحو عملية عسكرية في غزة، أن يبدأوا دراسة الأمر منذ حرب لبنان الثانية وخيبة الأمل التي ترتبت عليها.

 

•إن إدارة بوش تخشى من انتصار آخر لمعسكر المتطرفين. وما تريده هو أن تسيطر سلطة فلسطينية معززة على غزة بالقوة. لذا فمن غير المتوقع أن تبدأ عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق تحظى بدعم أميركي في غزة قبل الانتهاء من تأهيل القوات الخاضعة لإمرة عباس. وحتى ذلك الحين من الجائز أن يكون هناك رئيس آخر للولايات المتحدة.