اغتيال مغنية: إغلاق الحساب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•بينما كانت المؤسسة السياسية الإسرائيلية منشغلة، خلال الأيام القليلة الفائتة، بمناقشة الفوائد والأضرار التي يمكن أن تترتب على عمليات اغتيال مرتقبة ضد كبار مسؤولي حركة "حماس" في قطاع غزة، وقعت، أول من أمس، عملية اغتيال من هذا القبيل في دمشق حصراً، استهدفت القيادي في حزب الله، عماد مغنية، "الإرهابي" القاتل والذكي.

•سيبقى اغتيال مغنية لغزاً، على غرار بضعة اغتيالات تعرض لها ناشطون "إرهابيون" أقاموا بلبنان وسورية، بدءاً من زعيم الجهاد الإسلامي، فتحي الشقاقي، وانتهاء بعناصر من "حماس" وحزب الله. 

•إن عملية الاغتيال هذه ليست من الصنف الذي تميل الدول إلى تحمل مسؤوليته على رؤوس الأشهاد. غير أن ردة فعل ديوان رئيس الحكومة، أمس، تعتبر تهرباً أكثر من كونها إنكاراً.

•إن الأمر المهم هو ماذا يعتقد حزب الله الذي سارع إلى اتهام إسرائيل باغتيال مغنية وإلى التهديد بالانتقام المباشر.

•إذا كان صحيحاً أن الموساد يقف وراء العملية، بحسب ما نشر في وسائل الإعلام الأجنبية، فإن ذلك يعزز التقدير الكبير الذي يحظى به رئيس الموساد، مئير داغان، لدى رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، وخصوصاً أن النجاح الاستخباري المتعلق بالغارة الجوية على سورية، في أيلول/ سبتمبر الماضي، نُسب إلى الموساد أيضاً. 

•إن اغتيال مغنية لا يعد مجرد انتقام بالنسبة لإسرائيل، بل هو أيضاً إحباط لعمليات تفجيرية يجري التخطيط لارتكابها في المستقبل. وإذا كان صحيحاً أن إسرائيل تقف وراءه، فمن شأن ذلك أن يعزز الانطباع بأن أولمرت هو رئيس حكومة لا يخشى اتخاذ قرارات أمنية معقدة ومقترنة بمجازفة كبيرة.

 

•على الرغم من أن أحد قرارات أولمرت، أي القرار المتعلق بشن حرب لبنان الثانية، كان خطأً، ولا تزال إسرائيل تدفع ثمنه، فإن القرارات التي اتخذت بعده تبدو متزنة ومبررة. إن اغتيال مغنية ينطوي على تصحيح لمعادلة الردع في مواجهة لبنان أيضاً، إذ إن فشل إسرائيل في التعرض لقادة حزب الله اعتبر أحد الإخفاقات البارزة لتلك الحرب.