•إن أحداث الأيام القليلة الفائتة - العملية التفجيرية في ديمونا، وإصابة الشقيقين في سديروت، وواقع أن إسرائيل تبدو عاجزة عن مواجهة صواريخ القسام في نظر العالم العربي ونظر سكانها ـ أمور كلها تثبت أن إسرائيل بحاجة إلى زعيم يملك القدرة على اتخاذ القرار.
•علاوة على ذلك هناك بضع إشارات تدل على عدم استخلاص العبر اللازمة من حرب لبنان الثانية، ومنها: التصريحات الإعلامية لشاؤول موفاز، رئيس هيئة الأركان العامة ووزير الدفاع سابقاً، التي طرح من خلالها بضعة مقترحات لمواجهة تهديد صواريخ القسام (مع حرصه على تأكيد معارضته المبدئية شن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في غزة)؛ تعبيرات وجه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني؛ الرسالة الشديدة اللهجة التي وجهها الوزير (العمالي) عامي أيالون إلى رئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزيرة الخارجية واحتج فيها على عدم إجراء مناقشة سياسية جادة بشأن سقوط الجدار الحدودي بين مصر وقطاع غزة في محور فيلادلفي. وكان رد أولمرت على أيالون أن باراك هو الذي يمنع مناقشة معمقة مخافة أن يسرّب الوزراء محتوياتها إلى وسائل الإعلام.
•إن الأسوأ من ذلك كله هو شعور كثيرين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن تقرير فينوغراد يشل المؤسسة السياسية، ويحول دون إمكان مواجهة التهديد الماثل أمام إسرائيل في الوقت الحالي بصورة منظمة.
•من دون طريق واضحة ستبقى قائمة الوسائل الهادفة إلى تحقيق غايات عسكرية وسياسية في قطاع غزة غير واعدة. وفي ظل انعدام الحل السحري، فإن الرأي الآخذ في التبلور هو أنه لا مفر من شن عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع، عندما تسمح حالة الطقس بشنها، وعندما تُستكمل الاستعدادات العسكرية اللازمة. ولا شك في أن عملية كهذه ستستمر بضعة أسابيع، ولذا فإنها تستدعي تجنيد جيش الاحتياط. ما نأمله هو أن تُطرح الأسئلة المتعلقة بهذه العملية وأهدافها قبل القيام بها.