•أدت قضية الجدار الحدودي الذي تم اختراقه في غزة إلى إثارة غضب رئيس الحكومة، إيهود أولمرت ووزير الدفاع، إيهود باراك، لا على "حماس" فحسب، بل أيضاً على الرئيس المصري حسني مبارك، الذي اُعتبر متعاوناً مع قوافل الحجاج من قطاع غزة، ومع عمليات تهريب الأسلحة وتسلل "الإرهابيين" المسلحين إلى سيناء.
•إن الطريقة التي تلوح إسرائيل بها لمواجهة هذه المشكلة هي إقامة جدار، بصورة أحادية الجانب، بين إسرائيل ومصر، وعندها لن يكون أي طرف حارساً لحدودنا، ولا يبقى هناك حاجة إلى الاعتماد على المصريين. صحيح أن مثل هذا الجدار قد يوقف الانتحاريين، لكن إنشاءه بصورة أحادية الجانب ستكون له تداعيات خطرة على اتفاق السلام مع أكبر دولة عربية.
•إن مبارك غاضب جداً من إسرائيل، لأنه، وقبل أن ينهار الجدار الحدودي بيومين، شعر بأن هناك كارثة على الأبواب وحذر أولمرت وباراك من أن مشاعر اليأس المتفشية في غزة قد تؤدي إلى حدوث مشكلات صعبة.
•إن ما يجب فعله الآن هو وضع الغضب وسائر الحسابات جانباً، وإجراء حوار جاد وعميق وموضوعي مع مصر هدفه دراسة الحاضر والتخطيط للمستقبل. لا شك في أن غزة هي شوكة في الحلق بالنسبة إلى مصر وإسرائيل. وإذا كان في نيتنا أن نبني جداراً فلنفعل ذلك بالتعاون مع مصر لا من وراء ظهرها.