التعبير عن الأسف العميق سيكون كافياً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•كان أول ردة فعل للجيش الإسرائيلي على مقتل الأم وأطفالها الأربعة [في بيت حانون]، إنكار أي دور له في هذه الكارثة. بل جرى تحميل المسؤولية كلها لحركة "حماس"، التي اختارت أن تخوض معركتها ضد إسرائيل من داخل تجمعات السكان المدنيين.

•إن هذا النمط من ردات الفعل، والذي يهدف إلى تصوير الخصم على أنه شيطان يتسبب بقتل أبناء شعبه كي يجني ربحاً سياسياً، أو أنه لا يتردد في تمثيل مشاهد موت مرعبة كي يسيء إلى سمعة إسرائيل، هو نمط متكرر في كل مرة تقع فيها مآس من هذا النوع.

•في إمكاننا أن نذكر بضعة حوادث كهذه. مثلاً، حادث مقتل الطفل محمد الدرة في سنة 2000 أمام عدسات كاميرا قناة التلفزة الفرنسية "فرانس 2"، وكيف أن أول ردة فعل لقائد المنطقة العسكرية الوسطى في ذلك الوقت، يوم طوف ساميا، كان أنه ليس من المؤكد أن الدرة قتل على يد الجيش الإسرائيلي. وفي حرب لبنان الثانية قصف سلاح الجو بناية سكنية في قانا، الأمر الذي أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص المدنيين. في البداية أنكر الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الحادث، لكن فيما بعد اعترفت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، بأنه كان نقطة تحوّل سياسية مهمة أثرت سلباً في وضع إسرائيل خلال الحرب.

 

•من الأفضل أن تصوغ إسرائيل، مرة واحدة وإلى الأبد، نمط ردة فعل لائقاً على أحداث كهذه، بحيث يشمل، أولاً وقبل أي شيء، تحمل المسؤولية عن وقوع الكارثة والاعتذار إلى عائلات القتلى، مع الإشارة إلى دور العدو في خلق الأوضاع المؤدية إلى وقوعها.