من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
بلّغت إسرائيل مصر خلال الأسبوع الجاري رسالة فحواها أن لديها تحفظات على مخطط التهدئة المطروح حالياً بشأن قطاع غزة، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تقوية "حماس" وإضعاف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقد بُلّغت الرسالة الأحد الفائت إلى حسام زكي، مبعوث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في لقاءات عقدها في القدس مع مسؤولين كبار في ديوان رئيس الحكومة ووزارة الدفاع. وذكر مصدر سياسي في القدس أنه لا يبدو أن هناك، في هذه المرحلة، تقدماً مهماً في المفاوضات بين مصر والفصائل الفلسطينية.
وقال وزير الدفاع إيهود باراك أمس، خلال جولة قام بها في منطقة رام الله، إننا، بحسب تقديره، "نخوض الآن مواجهة مع 'حماس'، وإن هذا الوصف ينطبق على الوضع أكثر من القول بإمكان التوصل إلى تهدئة". إن قول باراك هذا، بالإضافة إلى قول رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين إن "حماس" ستبادر إلى القيام بعمليات عشية الاحتفالات بالذكرى الستين لقيام إسرائيل، التي تصادف الأسبوع المقبل، يشكلان جزءاً من محاولة إسرائيلية خفض سقف التوقعات فيما يتعلق بالتهدئة، وإضفاء طابع من الإبهام على العلاقة بينها وبين المحادثات التي تجريها مصر مع الفصائل الفلسطينية العاملة في غزة، والتي افتُتحت جولة منها أمس في القاهرة. ويبدو أن هناك خلافات في الرأي نشبت في اللحظة الأخيرة داخل حركة "حماس"، وبينها وبين سائر الفصائل الفلسطينية، الأمر الذي قد يعرقل الاتفاق على التهدئة في قطاع غزة.
فقبل نحو أسبوع بدا أنه أُحرز تقدم حقيقي في الاتصالات بشأن التهدئة، وبلّغ المسؤولون الكبار في "حماس" مصرَ بموافقتهم المبدئية على التسوية. غير أنه ظهرت مجدداً خلال الأيام القليلة الفائتة خلافات في الرأي بين الشخصيات البارزة في الحركة.
وهناك أيضاً خلاف بارز داخل القيادة السياسية لـ "حماس"، بين المكتب السياسي للحركة في دمشق والقيادة في القطاع، وحتى بين أعضاء المكتب السياسي نفسه، وكذلك داخل قيادة الجناح العسكري في غزة. ولا يزال قائد الجناح العسكري أحمد الجعبري متحفظاً على الهدنة بالشروط الحالية.
وقدّرت مصادر أمنية إسرائيلية أمس أن التسوية برمتها في مهب الريح. وعلى حد قولها، فإن العناصر الأكثر براغماتية في القيادة السياسية لحركة "حماس" في القطاع تتحدث الآن عن تهدئة قصيرة المدى لا عن هدنة طويلة الأجل.
وأكد المسؤولون الإسرائيليون للمبعوث المصري حسام زكي أن "حماس" معنية بوقف إطلاق النار من أجل كسب الوقت، وذلك على خلفية الحصار الاقتصادي والضغط العسكري اللذين تمارسهما إسرائيل عليها. وقال هؤلاء: "إن تطبيقنا وقفاً لإطلاق النار من دون معالجة مسألة تعاظم قوة 'حماس' ليس فكرة جيدة، إذ ستكون النتيجة تقوية 'حماس' وإضعاف أبو مازن".
وذكر مصدر سياسي في القدس أنه على الرغم من تحفظ إسرائيل على مخطط التهدئة المطروح حالياً، فإنها قد تواجه معضلة صعبة إذا نجحت مصر في إحراز اتفاق مع الفصائل الفلسطينية في المباحثات التي ستجري في القاهرة. وقال المصدر: "سيكون من الصعب على إسرائيل رفض الاتفاق، ومع ذلك فإن الموافقة عليه ورفع الحصار سيشكلان نصراً هائلاً لحركة 'حماس'".