•تقول مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى إن ما يتناهى إلى سمعها هو أن "مفاجأة تشرين الأول/ أكتوبر"، التي سيعلن عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، والتي سيحاول من خلالها أن يفوز بولاية أخرى، هي تسوية أو مفاوضات متقدمة مع سورية. حتى الآن كان الحديث يدور على اتفاق يوضع على الرف مع أبو مازن. إن السؤال المطروح هو: كيف في إمكاننا أن نعرف ذلك، في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الحكومة عدم الكلام عن القضايا الجوهرية؟
•هناك سؤال آخر يتعلق بتصريح سبق أن أطلقه مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى وفحواه أن الرئيس الأسد قرر أن ينتظر انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش. إن الأسد يدرك أن الإدارة الأميركية الحالية ليست في صدد رفع الحصار الخانق الذي تفرضه على "محور الشر"، والذي تعتبر طهران قلبه النابض، وأنها حثت إسرائيل على أن تهاجم سورية في صيف سنة 2006 [في إبان حرب لبنان الثانية]، وبالتالي فهو يفترض أن الظروف ستكون أفضل في كانون الثاني/ يناير المقبل، عندما يدخل باراك أوباما أو هيلاري كلينتون أو حتى جون ماكين البيت الأبيض.
•من الجائز أن يكون كلام تلك المصادر الإسرائيلية الرفيعة المستوى صحيحاً أو غير صحيح. إن الأمر الواضح هو أن الجيش الإسرائيلي يضغط بكل قوته من أجل إجراء مفاوضات مع سورية، وقد انضم وزير الدفاع، إيهود باراك، إلى هذا الضغط. كما أن من الواضح أن أولمرت يتغاضى، مهما تكن الحقيقة، عن أمر واحد هو أن تهيئة الرأي العام للاتفاق لا تقل أهمية عن أي تفصيل أمني قد ينطوي عليه.
•لن يكون من السهل على أولمرت أن يقنع الشعب الإسرائيلي، بين عشية وضحاها، باتفاق توصل إليه رئيس حكومة لا يحظى بشعبية. إن ما يتعين على أولمرت أن يدرسه بجدية هو المطلب السوري بإجراء مفاوضات علنية، حتى لو تبين لاحقاً أنه مجرد ذريعة للتأجيل ورفض التوصل إلى اتفاق.