من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•على الرغم من التقرير الرسمي، المفصل والمثير، الذي قدمته الإدارة الأميركية إلى الكونغرس في واشنطن أمس، فإن إسرائيل لم تتخلَّ بعد عن استراتيجيا الصمت بشأن قصف الموقع السوري [في أيلول/ سبتمبر 2007]، الذي وصفته إدارة بوش بأنه مفاعل نووي من إنتاج كوريا الشمالية.
•تمثلت الخشية الإسرائيلية الرئيسية، على مدار الأسابيع القليلة الفائتة، في أن يتسبب نشر هذا الموضوع رسمياً، بدفع بشار الأسد [الرئيس السوري] إلى اتخاذ خطوات غير مرغوب فيها، بل حتى إلى تصعيد متجدد للتوتر مع إسرائيل.
•لماذا يمكن أن يتصرف الأسد على هذا النحو؟ إن المسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية يعرضون سببين محتملين: الأول مرتبط بالساحة الدولية، وفحواه أن علاقة سورية بكوريا الشمالية تسيء إلى صورة هذه الأولى، وخصوصاً أنها وقّعت على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، وأنكرت طوال أعوام أنها تنشط في الحقل النووي. أمّا السبب الثاني، الأكثر أهمية، فهو انعكاسات عدم ردها على الغارة الإسرائيلية على مكانة الأسد في الساحة السورية الداخلية وفي العالم العربي.
•إن توقيت النشر الأميركي غير مريح للأسد قط. فالوضع الاقتصادي السيء في سورية آخذ في التفاقم، ويعتبر ذلك تأثيراً متأخراً لانتهاء الوجود السوري في لبنان أيضاً، ومن المتوقع أن تبدأ قريباً المحاكمة الدولية بشأن اغتيال رفيق الحريري، والتي لا تزال دمشق متهمة رئيسية فيها، كما أن القمة العربية التي عقدت في دمشق قبل نحو شهر اعتُبرت فشلاً للنظام السوري.
•إن هذه الصورة المركبة أوجدت مصلحة مشتركة مفاجئة بين دمشق والقدس، ساعدت بدورها في إقصاء قضية الغارة. كما أن زخم تصريحات الطرفين بشأن استعدادهما لتجديد المفاوضات بخصوص هضبة الجولان، والذي حدث في الأسبوع الفائت، كان مرتبطاً على ما يبدو بمحاولة تبريد الأجواء عشية المناقشة التي سيعقدها الكونغرس.
•من المنتظر أن يجري الحفاظ، في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، على مستوى عال من التأهب والحذر في إسرائيل، في كل ما يتعلق بسورية. وسيمر وقت طويل قبل أن يصبح في إمكاننا القول إن خطر التصعيد المتجدد ولى.