من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
أعلنت الولايات المتحدة أمس أن المنشأة التي قصفتها إسرائيل في سورية خلال العام الفائت كانت مفاعلاً نووياً تم بناؤه بمساعدة كوريا الشمالية، وأنه "لم يكن مخصصاً لأغراض سلمية". وجاء في بيان البيت الأبيض أن القصف الإسرائيلي ألحق بالمفاعل ضرراً غير قابل للإصلاح، وأن بناءه في حد ذاته يشهد على الأخطار الكامنة في إقدام كوريا على نشر التكنولوجيا النووية. وقبل ذلك ببضع ساعات كشف مسؤولون في الإدارة الأميركية، أمام الكونغرس، ولأول مرة، شهادات بشأن التعاون النووي بين سورية وكوريا الشمالية. وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إنه لولا قيام إسرائيل بقصف المفاعل لأصبح جاهزاً للعمل خلال بضعة أسابيع أو أشهر.
وتابعت القيادة السياسية والمؤسسة الأمنية في إسرائيل أمس عن كثب ما نشرته وسائل الإعلام عن التقرير الذي أدلت به إدارة بوش أمام الكونغرس بشأن المنشأة النووية التي قصفتها إسرائيل. وقالت مصادر أمنية إنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة كيفية تأثير ما نشر في موقف دمشق، وإن خطر قيام سورية بالتفكير في اللجوء إلى رد عسكري معين لا يزال قائماً.
وقد عرض مسؤولو أجهزة التجسس والاستخبارات أمام أعضاء الكونغرس شريطاً مصوراً تضمن صوراً فيها شبه كبير بين المنشأة السورية والمفاعل الكوري الشمالي. وعلى حد قول مسؤولين كبار مطلعين على الشريط المصور، فإنه، وخلافاً لما نشر في وسائل الإعلام، لم يتضمن صوراً تظهر فنيين كوريين يعملون في المفاعل السوري، وإنما يتضمن صوراً فوتوغرافية وصور أقمار صناعية للمفاعل ورسوماً توضيحية.
وبحسب التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام الأميركية، فإن عملاء إسرائيليين هم الذين زودوا أميركا بالصور، غير أن الشريط لا يأتي إلى ذكر إسرائيل. وجاء في الموجز الذي قُدم أمام الكونغرس أن "سورية بنت مفاعلاً من أجل إنتاج البلوتونيوم للسلاح النووي، لا مفاعلاً لإنتاج الكهرباء أو للأغراض البحثية".
إن سبب اختيار الإدارة الأميركية كشف هذه التفصيلات الآن ليس واضحاً، لكنه تم بالتوازي مع جهود دبلوماسية تهدف إلى إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي. علاوة على ذلك، فإن نشر المعلومات الاستخبارية الآن يسلط الضوء على عدم تلبية سورية متطلبات الميثاق الدولي لمنع انتشار السلاح النووي، الذي يلزمها الكشف عن الأنشطة والمنشآت النووية. وقد سلم مسؤولون أميركيون كبار التفصيلات أمس لممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
وفي مناقشات جرت مؤخراً في قيادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أثيرت مخاوف من أن يدفع الارتباكُ الذي سينجم عن نشر التفصيلات رسمياً في الولايات المتحدة، الرئيسَ السوري بشار الأسد على التصرف بعدائية تجاه إسرائيل.
وقالت المصادر الأمنية أمس إن خطر التصعيد على الجبهة السورية لم ينتهِ بعد، وإن على إسرائيل مواصلة التصرف بحذر كي لا تسبب للأسد إرباكاً أكثر مما قد يكون نتج عما جرى الكشف عنه في واشنطن. وعلى هذه الخلفية قررت القيادة السياسية مواصلة الصمت والامتناع من أي رد رسمي على التفصيلات الجديدة التي نشرت بشأن مهاجمة المفاعل.