المدعي العام في ملف بولارد: الاعتقال يثبت أن إسرائيل كذبت علينا
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال جوزيف ديجنوفا الذي كان المدعي العام الأميركي في قضية جوناثان بولارد أمس (الأربعاء) إن اعتقال بن عامي كديش، وهو المتهم بالتجسس لمصلحة إسرائيل، يبرهن على أن سلسلة التجسس الإسرائيلي في الولايات المتحدة كانت أوسع مما كان يُعتقد. وعلى حد قوله: "كانت عملية التجسس أوسع كثيراً، وشملت خلايا نائمة في أنحاء الولايات المتحدة. إن اعتقاله يدل بوضوح على أن هناك أميركيين آخرين طُلب منهم القيام بأمور مماثلة في منشآت عسكرية".

وتطرق ديجنوفا إلى تفصيلات لائحة الاتهام التي قُدمت إلى المحكمة قائلاً إن إسرائيل اتبعت مع كديش الأسلوب نفسه الذي اتبعته مع بولارد في حينه، وهو العثور على مواطن أميركي يعمل في منصب أمني سري، وفي إمكانه أخذ وثائق من مكان عمله لتصويرها. وأضاف المدعي العام الأسبق أن إسرائيل عملت في السابق على إحباط التحقيق الذي كان يقوم به في إطار قضية بولارد عندما سارعت إلى تسفير أربعة من عملائها بالطائرة بعيداً عن الولايات المتحدة في أثناء التحقيق، وأضاف: "إن الإسرائيليين، طبعاً، كذبوا علينا. فقد ادعوا أنه لا يوجد لديهم جواسيس آخرون، وأنهم أتلفوا الوثائق التي حصلوا عليها".

وبعد يوم من الكشف عن القضية، لا تزال القدس تحاول تقدير حجم الضرر الذي قد تسببه هذا القضية للتحالف بين البلدين. وأمس تطرقت وزارة الخارجية، لأول مرة، إلى القضية، وأوضحت أن إسرائيل لا تتجسس على الولايات المتحدة. 

لقد أثار اعتقال كديش مجدداً الريبة تجاه يهود الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بولائهم لبلدهم. وبحسب رأي بعض الخبراء، فإن ذلك هو السبب الرئيسي في معارضة الإفراج عن بولارد، وفي الكشف عن الجاسوس كديش.

ويعتقد رئيس بلدية كريات يام، شموئيل سيسو، الذي شغل سابقاً منصب قنصل إسرائيل في نيويورك، أن تعقيدات العلاقات القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والريبة التي تبديها جهات في الإدارة الأميركية تجاه إسرائيل، ناجمان عن مشكلة الولاء. وأوضح قائلاً: "إن السبب في ذلك يعود إلى أن كثيرين من اليهود يحتلون مواقع حساسة في الولايات المتحدة، على نحو لا يتلاءم مع نسبتهم إلى مجموع السكان". 

وبحسب رأيه، فإن بولارد شكل برهاناً على "الولاء المزدوج" لدى يهود الولايات المتحدة في نظر جهات في الإدارة الأميركية لا تعدّ متعاطفة مع إسرائيل، "ولهذا السبب، فكلما أثيرت مسألة الإفراج عن بولارد تطل أمور متعددة تحبط كل إمكان لإطلاقه. فبولارد بالنسبة إلى تلك الجهات في الاستخبارات الأميركية هو إشارة تحذير لكثيرين من اليهود الذين يتولون وظائف حساسة - كي يتعظوا".

 

ويرى سيسو أيضاً أن توقيت الكشف عن قضية التجسس الجديدة ليس مصادفة، إذ "يبدو أن أحداً ما حرص على ألاَّ تتبادر إلى ذهن الرئيس بوش فكرة إطلاق الجاسوس الإسرائيلي بولارد في أثناء زيارته لإسرائيل".