•كانت الرسالة التي تلقيتها في أثناء وجودي في واشنطن، قبل نحو أسبوعين، واضحة للغاية، وتنطوي على قدر من المرارة، وفحواها: "لماذا يوجد عندكم أشخاص، وخصوصاً وزراء، يواصلون التلهي باعتقاد لا أساس له، هو أن الأوضاع مهيأة لتحقيق سلام بين إسرائيل وسورية؟" إن السؤال المطروح في ضوء ذلك هو: هل يجدر بإسرائيل أن تأخذ هذا الموقف الأميركي في الاعتبار أو لا تأخذه؟
•من الواضح أننا غير ملزمين أن نسير بصورة عمياء وراء البوصلة الأميركية في الموضوعات كلها، غير أن الاستهتار بالمصلحة الأميركية هو تصرف لا عقلاني، وقد يعتبر نكراناً للجميل. إن أهداف واشنطن في الوقت الحالي، والتي أصبحت أهداف باريس أيضاً في الآونة الأخيرة، هي عزل دمشق، وضمان استقلال لبنان، وتقويض قواعد "الإرهاب" في لبنان وسورية، وضرب مسار منفذي العمليات "التخريبية" من سورية إلى العراق. ألا تشكل هذه الأهداف مصلحة إسرائيلية أيضاً؟
•إن أحد الأوهام الراسخة لدينا هو أن التوصل إلى اتفاق سلام مع دمشق سيؤدي إلى انفصالها عن تحالفها الوثيق مع طهران. لا يوجد أي أساس لهذه النظرية في الواقع، ذلك بأن إيران تشكل، ضمن أشياء أخرى، شهادة ضمان لنظام الأقلية العلوية في سورية ضد خطر الأغلبية السنية.
•علاوة على ذلك فإن الذي يحافظ على مكانة سورية في لبنان هو حزب الله، الذي ينفذ أوامر إيران، فهل سيتخلى [الرئيس السوري بشار] الأسد، بسهولة، عن هذه الدعامة لنظامه؟