نافذة الفرص تغمز حركة "حماس"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•تدل المحاولة الطموحة والفاشلة للقيام بعملية مسلحة على معبر كيرم شالوم [كرم أبو سالم]، عشية عيد الفصح [العبري]، على أن حركة "حماس" مستعدة الآن لأن تجازف كثيراً، من أجل تحقيق هدفين هما: رفع الحصار الاقتصادي الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، والحصول على "أوراق مساومة" ـ جنود مخطوفين آخرين ـ من أجل تحريك مفاوضات الإفراج عن أسرى فلسطينيين في مقابل غلعاد شاليط.

•يبدو أن الإغراء العملاني بالنسبة إلى الجناح العسكري في "حماس" كان كبيراً، حتى في وقت يحاول فيه مختلف الوسطاء، بدءاً من مندوبي النظام المصري، وحتى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، أن يحققوا وقف إطلاق النار في القطاع. وبحسب تقدير الجيش الإسرائيلي فإن عناصر الجناح العسكري، الذين بذلوا جهداً كبيراً في التخطيط لهذه العملية استمر أشهراً طويلة، اعتقدوا أنهم اكتشفوا ثغرة في نظام الدفاع الإسرائيلي.

•على الرغم من أن المعابر تعمل على نطاق محدود بعد الحصار الإسرائيلي، فإنها لا تزال نقاط الاحتكاك الرئيسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولذا تصبح هدفاً مفضلاً لـ"حماس". علاوة على ذلك، فإن التعرض لها يمكن أن يدفع إسرائيل إلى تشديد العقوبات، وهذا لن يكون تطوراً سيئاً من وجهة نظر الحركة، حتى لو اضطر مليون ونصف مليون إنسان إلى دفع ثمنه.

•إن تصعيد الأزمة يمكن أن يؤدي إلى تغيير في نهاية الأمر، مثلاً حدوث ضائقة كبيرة في القطاع تفضي إلى تدخل دولي يفرض على إسرائيل إعادة فتح المعابر. غير أن بعض المحللين في غزة يعتقد أن هذه العملية مرتبطة، أيضاً، بجهود "حماس" من أجل تحقيق تهدئة موقتة في القتال، ورغبتها في أن يتم ذلك من موقع قوة. إن قيادة الحركة تفهم الآن أن ليس في إمكان إسرائيل أن تقوم بعملية عسكرية واسعة في غزة، على الأقل في غضون الشهر المقبل، بسبب عيد الفصح [العبري] وعيد الاستقلال وزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش بمناسبة احتفالات الذكرى الستين لقيام الدولة.

 

•إن ردة الفعل الإسرائيلية، في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، ستكون على ما يبدو محدودة النطاق، غير أن إسرائيل ستجد صعوبة في الحفاظ على التوازن الدقيق إذا ما ارتفع عدد الضحايا المدنيين لدينا أو لديهم، إذ إن من شأن ذلك أن يشعل القطاع قبل عيد الاستقلال. وقدّر ضابط كبير في هيئة الأركان العامة أن يكرر الفلسطينيون قريباً محاولة القيام بعملية مسلحة كبيرة على الرغم من فشل عملية كيرم شالوم.