نائب قائد الكتيبة هتف "سيارة مفخخة" فأنقذ حياة جنوده
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

اقتحمت ثلاث آليات تابعة لحركة "حماس" تحمل كل واحدة منها نحو 300 كغم من المواد المتفجرة الجانب الإسرائيلي من معبر كيرم شالوم [كرم أبو سالم] يوم السبت، وذلك على ما يبدو، بهدف القيام بعملية قتل جماعي وخطف جنود. وانتهت العملية بمقتل ثلاثة من أعضاء "حماس" وإصابة 13 جندياً من الجيش الإسرائيلي، تراوحت إصاباتهم بين طفيفة ومتوسطة. وبدأت هذه العملية المركبة في السادسة صباحاً بهجوم استُخدمت فيه قذائف الهاون على كيبوتس كيريم شالوم، مع إطلاق نار من أسلحة خفيفة على قواعد الجيش الإسرائيلي. وتحت ستار الضباب الكثيف اقتربت من المعبر ثلاث آليات، عربة مدرعة وسيارتا جيب، تم تمويهها كآليات تابعة للجيش الإسرائيلي. وكانت الآليات جميعها مفخخة. واقتحمت العربة المدرعة بوابة المعبر، ثم تبعتها سيارتا الجيب. وبعد الاقتحام مباشرة انفجرت سيارة الجيب الأولى بالقرب من موقع للجيش الإسرائيلي، فأصيب عدد من الجنود إصابات طفيفة، كما لحقت أضرار بالموقع. وبعد اقتحام العربة المدرعة البوابة بدأ نائب قائد الكتيبة الرائد وحيد وجنوده مطاردتها، وأُوقف تقدمها عندما بلغت جداراً أسمنتياً على بعد بضع مئات من الأمتار داخل الأراضي الإسرائيلية. ثم لاحظ نائب قائد الكتيبة سيارة الجيب الثانية وعندما أدرك أنها غير تابعة للجيش الإسرائيلي صرخ في اتجاه الجنود "سيارة مفخخة، سيارة مفخخة"، فسارع هؤلاء إلى الدخول إلى سيارات جيب الهمر. وانفجر الجيب الثاني على بعد 6 ـ 7 أمتار من الجنود، واختفى من شدة الانفجار، وطارت مكعبات أسمنتية تزن أطناناً في الهواء بضعة أمتار. وبعد انفجار الجيب الثاني أطلق الجنود النار على [المقاوم] الذي كان يقود العربة المدرعة وأردوه قتيلاً. 

وقال مصدر عسكري إن "حماس" خططت لخطف جنود بواسطة العربة المدرعة، بعد أن تكون سيارتا الجيب قد ألحقتا بالجنود أكبر عدد ممكن من الإصابات. ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن سيارة جيب رابعة كان من المفترض أن تنفذ عملية الخطف الفعلي لكنها لم تجتز الحدود. 

وبعد فترة وجيزة شوهدت عربة مدرعة فلسطينية أخرى وهي في طريقها نحو السياج الحدودي بالقرب من حاجز سوفا الذي يبعد بضع كيلومترات عن كيريم شالوم، فأطلقت دبابة قذيفة عليها وفجرتها، وقتل سائقها. 

وأعلنت "حماس" مسؤوليتها عن العملية، وقال الناطق بلسان الجناح العسكري للحركة أن "حماس" خططت لخطف جنود من أجل دفع المفاوضات بشأن إطلاق أسرى قدماً. 

 

وقال قائد المنطقة الجنوبية اللواء يوآف غالانت: "إن الأمر يتعلق بهجوم على طول الجبهة لم نشهد له مثيلاً منذ الانفصال [عن قطاع غزة]، وبتوقيت دقيق، وقد تخللته محاولة القيام بعملية قتل جماعي وخطف جنود إلى أراضي غزة بواسطة العربة المدرعة".